: آخر تحديث
بنية تحتية قديمة وتأخير متكرّر وعمّال يضربون باستمرار

أوروبا 2024: تهالك القطارات قد يخرج المنافسات عن السكة

32
30
27

فرانكفورت: بنية تحتية قديمة، تأخير متكرّر وعمّال يضربون باستمرار، يحذّر المراقبون من أن السكك الحديد المتهالكة في ألمانيا غير مستعدّة لتدفّق المشجّعين القادمين لمشاهدة كأس أوروبا 2024 في كرة القدم.

بعدما كانت شبكة القطارات في البلاد تُعدّ رمزاً للفعالية والالتزام الألمانيين، عانت مشكلات متزايدة في السنوات الأخيرة، بسبب ما يُعدّ نقصاً مزمناً في الاستثمار.

يشكو الركاب بانتظام من مشكلات تتراوح من الأعطال إلى الخدمات الملغاة وعربات المطاعم المغلقة.

لم تكن 36 بالمئة من قطارات المسافات الطويلة على الموعد العام الماضي في ألمانيا، إذ كشفت شركة دويتشه بان المشغّلة عن معدل تأخير بلغ 6 دقائق أو أكثر، ملقية باللوم على عوامل تتراوح من سوء حال السكك وصولاً إلى أعمال البناء المتكرّرة.

شكّلت الحالة المتدهورة للشبكة مصدر قلق لبول غودوين، الشريك المؤسّس لرابطة جماهير كرة القدم الاسكتلندية التي حذّرت المجموعات الكبيرة من الجماهير القادمة.

قال لوكالة فرانس برس "انتبهوا ايها الجماهير الاسكتلندية، احرصوا ان تستقلوا القطار المبكر"، مضيفاً ان المقيمين على مسافة بعيدة من الملاعب سيضطرون لركوب القطارات من أجل مشاهدة المباريات.

تابع "اخرجوا من الحانة في وقت أبكر. امنحوا أنفسكم مزيداً من الوقت. آخر شيء ترغبون به هو الوصول بعد انتهاء الشوط الأوّل".

توقّع حضور 40 ألف مشجع اسكتلندي، معظمهم من دون تذاكر، لمشاهدة البطولة المقرّرة في ألمانيا بين 14 حزيران (يونيو) و14 تموز (يوليو) والتي تنطلق بمباراة المضيفة مع اسكتلندا في ميونيخ.

صعوبة التعامل مع الجماهير
لكن دويتشه بان تؤكّد جاهزيتها لوصول عشرات الألوف من المسافرين الإضافيين عبر القارة الأوروبية.

ستوفّر عشرة آلاف مقعد إضافي خلال أيام المباريات، مع تخفيضات لحاملي التذاكر، كما دشّنت قطاراً يحمل شعار يورو 2024 تزيّن بشعارها.

في هذا الوقت، يحاول المنظّمون مساعدة الزوّار. خلال دور المجموعات، سيلعب كل فريق في ثلاث مناطق جغرافية مختلفة من ألمانيا: الجنوب، الشمال أو الغرب، ما يعني سفر أقل للجماهير والمنتخبات.

ورغم حملة العلاقات العامة التي قام بها مشغّل السكك الحديد، إلا ان مشكلاته هيمنت على العناوين أخيراً، بدءاً من الحالة الخطيرة للشبكة، مروراً بالخسائر المالية وصولاً إلى موجة الإضرابات.

أعلن المشغّل خططاً لاجراء اصلاح شامل للسكك واستثمار 30 مليار يورو بحلول العام 2027، علماً بأن العمل الرئيس بهذا الشأن لن يبدأ قبل انتهاء كأس أوروبا.

مع تسبّب الاصلاحات المتكرّرة بتأخيرات في الآونة الأخيرة، تخطّط دويتشه بان إلى تقليص أعمال البناء إلى الحدّ الأدنى خلال البطولة سعياً لمحاولة تخفيف العرقلة.

لكن متحدّثة باسم المشغّل أكّدت "لا يمكن ايقاف كل أعمال البناء تماماً، لأننا بحاجة الى انهاء الأعمال المتراكمة في السنوات الأخيرة".

ورغم أملها في تحمّل الشبكة ضغطاً إضافياً، حذّرت جمعية ركاب السكك الحديد الألمانية "برو بان" من ان المشكلات الصغيرة قد يكون لها تأثير مباشر.

قال مسؤول الجمعية كارل-بيتر ناومان لفرانس برس "إذا حصلت تأخيرات في مرحلة معيّنة، فمن المؤكّد انها ستنتشر عبر كامل الشبكة، وستحصل اضطرابات".

تابع "ثم سيُطرح سؤال بديهي حول ردود فعل المشجعين. أحياناً، عندما يشربون كميات كبيرة من الجعة، يصعب التعامل معهم".

"القليل من الصبر"
دفعت المخاوف بشأن سلامة الموظّفين رابطة "إي في جي" التي تمثّل نحو 180 ألف موظف في شبكة السكك وشلّت الحركة بسلسلة من الإضرابات العام الماضي، إلى تهديد حركة القطارات خلال كأس أوروبا بحال عدم تحسين شروط السلامة.

بحال عدم تحسين الظروف "سنحرص على عدم تشغيل القطارات"، بحسب ما قال عضو مجلس إدارة الرابطة كريستيان لوروخ لصحيفة تاغيسبيغل مطلع الشهر الجاري.

جاء ذلك بعد استفتاء لأربعة آلاف شخص أظهر اختبار 64 بالمئة منهم اعتداءات جسدية أو لفظية في الأشهر الـ12 الأخيرة.

أعلنت دويتشه بان بعد ذلك تعزيز عدد أفراد الأمن خلال البطولة، مع وجود أفراد إضافيين بشكل خاص على المحطات الواقعة بالقرب من الملاعب وعلى متن القطارات المتجهة نحوها.

لكن البعض الآخر يبدو متفائلاً حيال سير القطارات الألمانية في كأس أوروبا.

قال بطل العالم السابق ومدير البطولة فيليب لام في مقابلة أجراها مؤخراً مع فرانس برس إن كأس أوروبا 2024 كانت "فرصة جيّدة لاظهار أن... البنية التحتية تعمل في ألمانيا".

لكنّه وجّه رسالة للجماهير "القليل من الصبر لن يضرّ أبداً. لن يكون كلّ شيء مثالياً".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد