إيلاف من لندن: غيب الموت اليوم الإعلامية اللبنانية جيزيل خوري، التي تركت بصمات واضحة على المشهد الإعلامي المحلي والإقليمي، واستضافت خلال مسيرتها التي امتدت عقوداً عشرات الشخصيات المؤثرة والفاعلة في ميادين مختلفة، من السياسة إلى الاقتصاد ومن الفكر إلى الدبلوماسية ومن الثقافة إلى الصحافة.
في مايو 2015، استضافت خوري الصحافي عثمان العمير، ناشر ورئيس تحرير جريدة "إيلاف" الالكترونية. كان اللقاء على شاشة "بي بي سي" ضمن برنامجها الذي كانت تقدمه في حينها تحت عنوان "المشهد"، فحدثها العمير عن علاقاته المستقرة حينًا والشائكة حينًا آخر، مع زعماء وسياسيين عرب وأجانب، كما كشف عن أسرار تجربته في عالم الصحافة والإعلام.
تعيد "إيلاف" بث اللقاء من باب الاستذكار، لأن بعض الإعلاميين وإن غيبهم الموت، فإنهم يظلون خالدين في أعمالهم، وفي باع خوري الكثير من هذه الأعمال التي ستبقى في ذاكرتنا كإعلاميين.
كشف لـ BBC بعضًا من أسراره في بلاط صاحبة الجلالة
العمير: عهد الملك سلمان أظهر أن السعودية دولة قائمة
وفي ما يلي نص المقابلة كاملة:
الاعلامية اللبنانية جيزيل خوري: المشهد الليلة هو مع إعلامي وصحافي سعودي. ولد في منطقة اسمها الزلفي، وهي منطقة قريبة من الرياض. نشأت في بيئة دينية. والدك كان مدرسًا وأنت درست في جامعة المدينة المنورة.
هو النجدي الذي ترعرع في بلاد الحجاز. هذا هو عثمان العمير؟
ناشر "إيلاف" ورئيس تحريرها عثمان العمير: نعم.
خوري: أنت ناشر ومؤسس جريدة "إيلاف"، أول صحيفة الكترونية عربية انطلقت في العام 2001. قبلها كنت رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط، واليوم انت ايضا مالك مجموعة ماروك سوار، وهي مجموعة نشر صحافية في المغرب.
عثمان العمير، هناك جدل كبير حول شخصيتك. انا أعتقد أنك مزيج من النجد والحجاز والعراق وبريطانيا في ما بعد، ويقاطعها قائلا "والمغرب".
والتقيت ملك المغرب حسن الثاني وهناك كان علاقة خاصة بينك وبين الملك، فهو طلب منك أن تكتب مقدمة كتابه "ذاكرة ملك". أيضا التقيت رؤساء وملوك وأصحاب القرار في العالم كله. انا ذهبت الى منزلك أمس ورأيت صورة بورتريه لمارغريت ثاتشر كتب عليها إهداء: مع تحيات مارغريت ثاتشر للسيد عثمان العمير.
العمير: التقيتها قبل ان تكون رئيسة للوزراء ثم التقينا مرات عدة . وآخر لقاء كان حين رأيتها في حفل أقامه أمير الكويت الشيخ صباح فكان بصراحة منظرًا مبهرًا وفي الوقت نفسه شعرت بالكثير من الحنان تجاهها، لانه كان واضحًا عليها الكبر وواضحا عليها انها لم تكن مدركة تماما كل ما يدور حولها. وكانت هذه كانت آخر مرة. طبعا كانت لطيفة ومهذبة.
خوري: منحت جائزة الصحافة العربية التابعة لنادي دبي للصحافة كشخصية عام 2006 نظرا لدورك في مسيرة الإعلام في المملكة العربية السعودية وفي تأسيس "إيلاف" أول صحيفة الكترونية. يعني انت - كما سمتك مجلة المجلة مردوخ العرب او مردوخ الشرق الأوسط - انت تسلمت صحيفة الشرق الأوسط والكل يعترف بأنها ازدهرت عندما ترأس عثمان العمير تحريرها. لكن كيف تعاملت مع الاعلام السعودي المعروف عنه انه محدود في حرية التعبير. أعطني مشهدًا من تعامل السعودية كسياسيين وانت كرئيس تحرير.
العمير: الواقع، السبب الرئيس في ازدهار الشرق الأوسط لم يكن عثمان العمير طبعًا، وهذا امر أكرره دائما. كنا مجموعة متناغمة ومختلفة احيانا، لكن كانت تسعى الى الخدمة الصحافية اولا. ثم كان يدعمنا دائما الملك فهد الذي كان حقيقة حريصا على مسألة الاعلام، وكان يسانده في هذا الموضوع الملك سلمان، الأمير آنذاك. المتابعة الدقيقة من جانب الملك فهد والأمير سلمان آنذاك، أدت الى ازدهار ليس فقط الشرق الأوسط وحدها، بل ادت الى ازدهار منظومة من الاعلام في المنطقة. أنت تتذكرين في لبنان، في صحافة المهجر، معظمها قام على دعم السعودية. وحاول العراق في عهد صدام حسين، او ليبيا في عهد القذافي، ولم تنجح لانهم كانوا يتبعون اجهزة ولم يكونوا يتبعون فقط دعم الدولة.
خوري: هل تتبع الشرق الأوسط الحكومة السعودية، أم هي مدعومة من الدولة السعودية؟ أخبرنا عن حادثة أو مشهد صار فيه تضارب بينك وبين السياسة في السعودية.
العمير: لا اتذكر لكن هناك مواقف كثيرة جدا حصل فيها خلاف. انا لست محبوبا لدى وزراء الاعلام، وارجو ان اكون محبوبا لدى وزير الاعلام السعودي الحالي، لانه يصغرني سنا، ويأتي من خلفية صحافية، حيث انه فاهم اللعبة الصحافية او اللعبة الاعلامية. لكن لم اكن صديقا لوزراء الاعلام في العالم العربي، وخاصة في السعودية. كثيرًا ما حماني الملك فهد، والأمير سلمان. وكثيرًا ما فصلت مرات عدة. ثمة الكثير من الحوادث التي لا ارغب في سردها الان وارغب في تركها لكتابي. وكانت الحلول لأي مشكلة تتم دائما بشكل دبلوماسي. نحن لا نبعد عن بعض. في السعودية مهما اختلفنا. ثمة بيت يحمينا وملك يرعانا في الوقت نفسه.
خوري: كان هناك نظرة حرية للاعلام السعودي في الخارج، غير الاعلام السعودي في الداخل؟ أي هل كان هناك مخطط لهذا الشيء؟
العمير: اجمل ما في الاعلام السعودي انه لم يكن مخططا له. لم تكن الدولة فعلا هي التي قامت بالاعلام السعودي. يعني يأتي شخص سعودي ويبني عملا اعلاميا جيدا وتتبناه او ترعاه الدولة او تعطيه المساحة كما حصل مع الشركة السعودية للأبحاث والتسويق الشرق الأوسط.
خوري: ما كانت الخطوط الحمر؟
العمير: في الحقيقة كلنا خطوط حمر. عليك ان تستطيع القفز على الخطوط. كلمة لا سهلة. كلمة نعم هي الصعبة. الواحد يحتاج الى ان يسير على زجاج مكسور في الصحافة.
خوري: تحدثنا عن علاقتك بوزارة الاعلام. لكن نريد الحديث عن علاقاتك بالملوك. اي الملك فهد مثلا. تذكر لنا حادثة حصلت بينك وبينه.
العمير: الواقع، انا ارتبطت بالملك فهد فترة طويلة، وتعمقت العلاقة بشكل اكبر بعد حرب الخليج. الحقيقة، الملك فهد كان دائما حريصا على القراءة بشكل غير عادي، ويتمتع بروح صحافية سواء في متابعته وملاحقته الاخبار والصحافيين واهتمامه فيهم، وفي الوقت نفسه الكثير من المحادثات التي جرت معه، بعضها صعب ان يقولها الواحد لانه ما اعتقد ان الوقت مناسب للحديث عنها، لكن طول التجربة تشعرك ان لديه اهتمامًا بكل شيء، حتى بالمعارضة، وحتى بالناس الذين يعارضون سياسته او سياسة المملكة. اذكر انه كان يقول لغازي القصيبي مثلا ان بعض الخارجين على المملكة او معارضي المملكة لا يهمونني انا لكن يهمني ابناؤهم ويهمني تعليمهم ويهمني رعايتهم لانهم في النهاية سيعودون الى بلدهم. يعني حقيقة الملك له الكثير من المواقف والكثير من المحادثات وكان عندما يتحدث يعطيك افاقا كبيرة في المواضيع، وكان متابعًا لكل الامور وخاصة الاعلام. الملك هو وراء معظم المشاريع الاعلامية الكبيرة التي نراها في المملكة اليوم. هو كان وراءها وكان يتابعها وكان حريصًا عليها.
خوري: الملك سلمان، عرفته الأمير سلمان. يقال ايضا انك قريب جدا منه. كيف تصف لنا العلاقة؟
العمير: انا لا ادعي انني قريب من الأمير سلمان، لان الامير سلمان كل الصحافيين قريبون منه وليس فقط عثمان العمير. لكن الأمير سلمان طبعا بدونه، ما كانت الشرق الأوسط موجودة، أو حتى معظم الصحف. كان يقرأ، واذكر مرة من المرات حين توليت تحرير المجلة، وكنت آت بشكل ثوري وأرغب في التغيير كعادة الشباب. كان يكتب عندنا المرحوم احسان عبد القدوس. فأقلته من المجلة وقلت إنه يجب أن نأتي بالشباب. وهذا احد اخطائي الكبرى واعترف. ذهبت الى الأمير سلمان الى الرياض وسلمت عليه. فقال لي: انا رأيت انك اقلت احسان عبد القدوس. ولا اطلب ان تعيده. لكن اريد ان اخبرك امرًا. هذا الرجل، انا حين كان عمري 15 سنة ارسلت اليه رسالة ورد علي وما زلت محتفظا بها .
طبعًا انا لم اعلق، وفي الوقت نفسه لم أعد احسان عبد القدوس. طبعًا الملك احترم قراري لكنه اراد ان يظهر لي بطريقة دبلوماسية جدا ان قراري لم يكن صائبا.
خوري: نستفيد من وجودك معنا لتفسر لنا عن الملك سلمان والحركة السياسية السعودية الان. هل نفهم ان هناك عهدًا جديدًا اتى الى المملكة العربية السعودية؟ ام ان هذه مسيرة مكملة للعهد السابق مثلا؟ ماذا حصل لتقف السعودية هذا الموقف في حرب مع اليمن، وفي حرب مع ايران؟ هل هناك شيء جديد؟
العمير: في الواقع لكل ملك في المملكة العربية السعودية سماته ومميزاته. عهد الملك عبد العزيز يختلف عن عهد الملك سعود. وعهد الملك سعود يختلف عن عهد الملك فيصل، وعهد الملك فيصل يختلف عن عهد الملك فهد وهكذا. انا اذكر انني كتبت مرة في الشرق الاوسط عنوانا اسمه "الدولة السعودية الرابعة" في عهد الملك فهد، فغضب مني. وهذه من الامور التي اثارت غضبه. لانهم ينظرون الى الدولة على انها واحدة ومستمرة، والواقع ان كل دولة او كل ملك يحمل صفات مختلفة وفي الوقت نفسه قائم على الأسس والمبادئ التي بناها عبد العزيز. انا اعتقد بالنسبة لنا كسعوديين لم نفاجأ بما فعله الملك سلمان، سواء على مستوى تغيير القيادات او على مستوى جلب الشباب. يعني الملك سلمان لطالما كان دائما وراء جلب الشباب ومنهم انا مثلا ، فانا انتقلت من فليت ستريت ووضعني في المجلة اولا للتدريب ثم في الشرق الأوسط. اعتقد ان الناس البعيدين دائما يفاجأون بالسعودية لانهم يأخذون فكرة خاطئة عنها.
خوري (مقاطعة): لانهم لا يعرفونها ولانها هي ايضا فيها امور كثيرة مخبأة على الناس وعلى الجمهور. فيها شيء باطني ايضا في السياسة.
العمير: اعتقد ان هناك قليلا من التحيز ضد السعودية اولا والاحكام المسبقة. اتذكر ان مجلة تايم توقعت انهيار السعودية في عام 1975 وكل يوم يأتينا من يفتي ويدعي بان السعودية ستنتهي، كما حصل قبل مجيء الملك سلمان. الملك سلمان حسم وفق القرار السعودي ووفق العقلية التي تسير عليها السعودية. ما فعله الملك سلمان كان طبيعيا. الجميل فيه انه فاجأ العالم اولا واظهر ان السعودية دولة قائمة وستبقى.
خوري: ننتقل الى المغرب أو عشقك الكبير. انت لديك منزل في مراكش. تقطن في المغرب أشهرًا طويلة. هل ان حبك لهذا البلد آت من علاقتك مع الملك حسن الثاني ام انك كنت تسكن في المغرب قبل ان تتعرف إليه؟
العمير: انا كنت اعرف المغرب اولا، وتعرفت إلى الملك الحسن الثاني في العام 1980، اثناء زيارة الملك خالد، حيث أجريت معه مقابلة انا ورئيس تحرير الجزيرة آنذاك، ومن ذلك الوقت بدأت علاقتي مع الملك.
خوري: كيف؟ كيف تتوطد العلاقة بين صحافي وملك.
العمير: الواقع، طبعا هي نابعة من شخصية الملك وليس من شخصية الصحافي في رأيي، لان هناك آلاف الصحافيين وعددا قليلا من الملوك. الملوك يختارون ما يشاؤون لكي يوصلوا رسالتهم. اعتقد ان العلاقة التي تربط الملك بالصحافي هي علاقة عطف من الملك وليست ندية.
خوري: ماذا كنتم تتحدثون انت والملك؟
العمير: الملك الحسن الثاني يتحدث في امور كثيرة. هو شخص واسع الاطلاع. وعميق. وهو قانوني بارع. وربما بعض الناس لا يعرفون هذا الكلام. اذكر مرة حين نشرنا في مجلة الجريدة تحقيقًا عن ابناء مبارك. وغضب الرئيس حسني مبارك وكان غضبه شديدا وحوكمت انا في القاهرة غيابيا طبعا وحكم علي بالسجن سنتين. زرت الملك الحسن في سخيرات، وبعدما انتهينا من الحكي والكلام. قال لي: عثمان لقد قرأت عن خلافك مع الرئيس مبارك. اريدك ان تشرح لي قانونيا الحجج التي ستقدمها الى المحكمة لانني انا قانوني. فشرحت له التفاصيل، وان المحكمة ستنعقد الاسبوع المقبل لكني لن احضر بناء على نصيحة المحامي.
خوري: ما كان التقرير عن ابناء مبارك؟
العمير: لست في مقام اليوم ان اكون فخورًا في هذا المقال. يزعم المقال ان ابناء مبارك كان لديهم بعض المخالفات.
خوري: هل وجه اليك ملك المغرب اي نصيحة شخصية؟
العمير: دائما كان يوجه الي النصائح، وكان يستمع اكثر مما يتكلم، لكنه كان ذكيا في لمحاته. اذكر انه في مرة من المرات كان سينعقد مؤتمر عربي، ودعي اليه المغرب فرفض هو الحضور. وقال ان المغرب لا يستدعى. بلغني الرسالة. كان رجلا عنده الكثير من الحزم والكثير من الدراية. يعني معلم وكنا نسميه معلما. حين كنا في المحيط حوله نقول عنه المعلم.
خوري: كيف كانت الحياة في القصر الملكي الذي كنت تقصده؟
العمير: كان في الصباح يجلس ويلتقي مجموعة معاونين ويطرح قضية. ويبدأ كل يتكلمون عن رأيهم في القضية من الامور اليومية التي كانت تحصل. ثم بعدها يدلي هو بدلوه. ثم يخرج للعب رياضة الغولف التي كان يحب، وكان يحب ان يعقد اجتماعاته احيانا اثناء ممارسة هذه الهواية.
كانت حياته مليئة. في الليل كان عنده جلسته الخاصة، حيث كان يستمع الى بي بي سي بالمناسبة. وكان عنده واحد يلقي اخبار البي بي سي شعرا. كان شخصية عظيمة ومن اعظم الشخصيات التي مرت على حياتي في العصر الحاضر.
خوري: عثمان العمير انت قابلت الكثير من الشخصيات. قابلت غورباتشوف. ثاتشر. قابلت رفسنجاني والعديد من الزعماء العرب. وعملت كتابًا عن هذه المقابلات. لكن لو اردت ان اطلب منك مشهدا واحدا مع زعيم، يمكنك ان تقول انها اثرت فيك. من هي المقابلة التي اثرت فيك قبل المقابلة وبعد المقابلة؟
العمير: مثلا قابلت علي عبد الله صالح وما اثر في ابدا، او صدام حسين. حتى لما كانوا اصحابًا مع المملكة العربية السعودية. لا يشعرونك انهم اي شيء.
بحضرة الملك حسين، تشعر انك مع رجل دولة وملك مغامر. دائما ارتاح حين اكون مع الملك حسين. لكن هناك زعماء تشعر انك دخلت وخرجت وكأنك لم تستفد شيئا.
خوري: نشأتك. ثمة اخبار كثيرة. الوالد كان رجل دين (يقاطعها: رجل هيئة كمان)، وهناك حادثة تخبرها دائما عن امك التي كانت تريد ان تتعلم وواجهت بعض المشاكل مع اخوتها. كيف كان جو البيت. كيف عشته. اريد قليلا من البيئة السعودية في ذلك الوقت.
العمير: انا في بداية حياتي عشت في الزلفي طبعًا، والزلفي مدينة صغيرة لكنها مفتوحة الاتجاهات وفي الوقت نفسه عشت في بيئة دينية، ابي كان معلما ورجل هيئة في تلك الايام. كان المسجد جنبنا. وكان الأذان كأنك في المنزل. وكانت طبعًا الصلاة دائمة، نقرأ القرآن، وفي الوقت نفسه اخوالي كانوا قضاة ومدرسين. نعتبر نحن في مدينة صغيرة في قلب البلد. كل شيء عندنا: السوق والمسجد. كانت حياة بسيطة طبعًا. التحول الذي صار حين انتقلت الى المدينة. المدينة بالنسبة لي كانت عالمًا اخر. قرأت الكتب، وعرفت كيف اقرأ واتعلم وكيف اقابل جنسيات اخرى وكيف اتفاهم مع العالم وليس قرية صغيرة محدودة الاطراف.
خوري: انت كصحافي، متى ترى أن المملكة العربية السعودية اخذت خيار التشدد. قيل انه في الستينات والسبعينات، كان فيها استراحة اجتماعية اكثر. ما هي الحادثة السياسية التي جعلت المملكة تذهب الى منحى متشدد اكثر؟
العمير: ثورة الخميني. الثورة الايرانية من مصائبها الكبرى هي انها حولتنا الى متشددين لكونها دخلت الاسلوب الثوري وحولت الاسلام الذي كان اسلامًا معتدلا الى اسلام استشهادي او دين استشهادي.طبعا انا لست في موقع لان افتي في هذا الموضوع. لكن من الناحية التاريخة، الثورة الإيرانية ادت الى تسييس الحركات الاسلامية او تحويلها من حركات دينية الى حركات سياسية.
خوري: تعرف ان التاريخ ليس ثرثارا. وهو يضع جملة واحدة. ماذا نقول عن عثمان العمير؟
العمير: الصحافي.
خوري: انا سأقول الصحافي غير شكل. شكرًا عثمان العمير.