: آخر تحديث
الفاجعة وحدود التجربة الإنسانية 

قراءة في فيلمٌ "عن إيلي" لأصغر فرهادي 

55
62
51

إن فيلم "عن إيلي -2009" لأصغر فرهادي، رحلة درامية لاستكشاف حدود الإنسان، وإبراز المخفي والمسكوت عنه، والكشف عن موانع التشخصن والتذاوت . 

-المسار الدرامي للفيلم: I
يعبر المسار الدرامي للفيلم ثلاث محطات رئيسية. 

1-محطة التمهيدات:
قدمت في هذا الحيز التمهيدي، الشخصيات وهي فرحة تستمرئ مباهج الريف وشواطئ بحر قزوين، وتستمتع بأفراح اللقاء (غناء /رقص /صيحات في النفق /لعبة الإشارة والحرف أو التمثيل الصامت /المزاح والمداعبات /الأكلات/كرة الطائرة/ الطائرة الورقية ...إلخ). إن الجماعة منشغلة بالاستمتاع بجماليات المكان، ودفء اللقاء وعبق الذاكرة ومتعة التواطؤات الصغيرة، وبالتقريب بين أحمد/شهاب حسيني العائد من ألمانيا وإيلي/ترانة عليدوستي المربية الغامضة. 

2-محطة واقعة الاختفاء:
كان اختفاء إيلي/ترانة عليدوستي الغامض صاعقا وباعثا على التحير والذهول .وبينما يجد الصحب في البحث عن إيلي بعد انقاذ الطفل، آراش الموشك على الغرق، فإنهم يحتارون في فك شفرات هذا الغياب الملغز والملتبس، ويشرعون في تجميع ما غاب عنهم –في غمرة الانتشاء بالمزحات –من إفادات عن حقيقة إيلي/ترانة عليدوستي الحاضرة –الغائبة، والواضحة –الغامضة، والقريبة -البعيدة، والبحث عن المسالك الموصلة إلى نقطة ارتكاز ثابتة في جو يخيم عليه الذهول:العثور على هاتف إيلي/ترانة عليدوستي المخبأ في حقيبة زبيدة/غلشيفته فراهاني.

3-محطة التحقق من غرق إيلي:
تأكد الصحب من صحة فرضية الغرق، واستبعدت فرضية المغادرة، بعد العثور على حقيبة وهاتف إيلي.
اضطرت المجموعة بعد التأكد من حقيقة ما جرى إلى:
-مجابهة تصدعها بسبب التشكك في أفعال وسلوكيات زبيدة/ غلشيفته فراهاني (إخفاء هاتف إيلي/ترانة عليدوستي في حقيبتها/وتوالي أكاذيبها )
-مجابهة حيرة أفرادها الناتجة عن انخراطهم غير المفكر فيه في مبادرة غامضة؛ 
-مجابهة خطيب إيلي/ترانه عليدوستي، اللجوج والعنيف (تسبب في رعاف أحمد/شهاب حسيني ) والعنيد والمتطلب(طلب الانفراد بزبيدة/ غلشيفته فراهاني ).

-خصائص وسمات الشخصيات: II
يمكن تقسيم شخصيات الفيلم إلى أربعة أصناف:
1-شخصيات عاطفية-انفعالية:
تتسم شخصيات الفيلم إجمالا بعاطفية كاسحة وانفعالية كبيرة ؛مما يمنعها، في الغالب –من التفكير الملائم والتدبر المناسب للإشكال المطروح .إن زبيدة هي النموذج المثالي للشخصية الانفعالية، المندفعة نحو الفعل دون التفكير في توابعه و مفاعيله(الضغط على إيلي/ ترانه عليدوستي ومنعها من العودة إلى طهران /دخول البحر لإنقاذ إيلي بلا تفكير في عواقب السباحة في بحر هائج).وبما أنها لا تقرأ جيدا حقل الممكنات و تميل إلى فرض سلطتها الرمزية على الآخرين وتتصرف بتلقائية واندفاع حيث يتوجب الحذر والتحرز، فإنها تصطدم بردود أفعال غير متوقعة(التجاء أمير /ماني حقيقي إلى العنف بعد توالي تمويهاتها وإخفاقاتها )، وتفقد تدريجيا، مكانتها ومصداقيتها وقدرتها على التأثير(رفض جماعي لدفاعها عن إيلي/ ترانه عليدوستي).
ورغم هدوئه الظاهر، فإن أمير /ماني حقيقي، لا يفلح دوما في التحكم في انفعالاته، ويدفع به التحير والعجز عن تفكيك شفرات تفكير وتصرف الآخر إلى العنف الرمزي والمادي.ولا يتردد في التقلب، تبعا للمستجدات ؛ولذلك فهو يلعن زبيدة، بعد الفاجعة، ويندد بحيويتها وإشرافها على تفاصيل الرحلة ويعترض على استدعاء إيلي ؛علما أنه وافق على مجيئها وأعجب بشخصيتها قبل الحادثة. 

2-شخصيات صعبة:
يمكن إدراج خطيب إيلي/علي رضا/صابر أزر في الشخصيات الصعبة بالنظر إلى حدة طباعه وعناده وشدة مراسه ونرجسيته وميله إلى الاستحواذ.
(...تصير الشخصية صعبة عندما تكون بعض سماتها طاغية جدا، أو متصلبة للغاية، وغير مناسبة للمواقف، وتسبب المعاناة للشخص ذاته أو للآخر أو لكليهما.)-1-
لا يتردد الخطيب العنيد، في الكذب (ادعى أنه أخو إيلي/ ترانه عليدوستي في البداية)، والعنف (ضرب أحمد/شهاب حسيني) وفرض مطالبه (طلب الانفراد بزبيدة ليتحقق من قرار إيلي ).وهو علاوة على ذلك، منشغل كليا، برأي وأقوال إيلي عنه ؛مما يدل على أنه يدرك نفورها منه، وعدم تقبلها طباعه وميله إلى الاستحواذ .ومن الجدير بالذكر، أنه يكتفي بالأسئلة المغلقة(نعم أو لا )، ويرفض كل تسويغ أو توضيح أو استحضار للغائب في الفهم والتدبر(رفض الاستماع إلى توضيحات زبيدة/ غلشيفته فراهاني عن سياق استضافة إيلي ).

3-شخصيات متزنة:
يحتفظ أحمد/شهاب حسيني بهدوئه حتى في لحظات التوتر والاستنفار (إنقاذ آراش وزبيدة/ غلشيفته فراهاني ) والاستثارة. لقد تفادى مواجهة أمير /ماني حقيقي، حين اتهمه بالتبعية والسلوك الاعتمادي؛والتزم الهدوء حين أخبرته زبيدة/ غلشيفته فراهاني، بخطبة إيلي/ ترانه عليدوستي، ورغبتها في الانفصال عن خطيبها العنيد. ولم يمل إلى التصعيد بعد أن أصابه علي رضا /صابر أبر بالرعاف.
وحيت سئل عن أسباب طلاقه، ذكر بجملة مطلقته الألمانية :(إن قطيعة مريرة لأفضل ألف مرة من حياة مريرة ).
وبينما يغرق علي رضا /صابر أبر، في اهتياج عاطفي ونزعة استحواذية مانعة من فهم المحبوب والإنصات العميق إلى نداءاته، فإن أحمد /شهاب حسيني، يتحرر بفعل المراس أو المثاقفة، فيما يبدو، من الانفعالات العاطفية الزائدة والنزعات التملكية -التسلطية.

وحيث إن القوة الغضبية لا تجذبه خلافا لبيمان و أمير، فإنه ينجذب إلى القوة الناطقة وإلى التعقل والتروي مثل إيلي، و إن لم يتحرر-كليا- من فتنة التمويه وتمويهات الحس العملي.
(الإنسان مركب من ثلاث قوى نفسانية، وهو كالواقف تجذبه هذه مرة، وهذه مرة، وبحسب قوة إحداها على الأخرى يميل بفعله، فربما غلبت عليه القوة الغضبية، فإذا انصبغ بها، ومال بفعله إليها ظهرت قوته كلها كأنها غضب وخفيت القوى الأخرى، حتى كأنها لم توجد له، وكذلك إذا هاجت به القوة الشهوية خفيت آثار القوى الأخرى.
وأحصف ما يكون الإنسان وأحسنه حالا إذ غلبت القوة الناطقة. فإن هذه القوة هي المميزة العاقلة التي ترتب القوى الأخرى، حتى تظهر أفعالها بحسب ما تحده وترسمه....) -2-

4-شخصيات هادئة ومتأملة:
تجسد إيلي/ ترانه عليدوستي نموذج الشخصية الهادئة والمتأملة والحيوية ؛ولذلك فهي تختلف عن نازي/رعنا آزاديور  الاعتمادية، وعن زبيدة/ غلشيفته فراهاني الانفعالية –العاطفية، وعن شوهريه/ماريلا زارعي المستقلة والحازمة.فهي حذرة ومتأنية، لا تنساق مع دفق العواطف، بل تطيل التأمل في الأشخاص والمواقف. كما تجمع بين الانفتاح والتلقائية من جهة والحذر المصحوب بالرغبة في استقصاء حقيقة الآخر من جهة أخرى.

-الفاجعة و الكشف عن الحدود : III

1-حدود الإنسان الأعزل:
تنكشف حدود الإنسان المتجرد من التقانة وأدوات المدنية، في مواجهة طبيعة كاسحة .وبينما يتجرد هذا الكائن من التمدن وإكراهاته ومواضعاته، ويتوخى استعادة تلقائيته وبساطته وعفويته في محضر الطبيعة البكر والبحر الصادح بأكثر من نداء كوني (اللعب والمرح والرقص والدعابة ..إلخ)، يكتشف مصدوما عجزه الجوهري عن الفهم والتفهم والفعل والتوقع وتدبير الانفعالات السلبية .ولئن كان البحر منبع الابتهاج والانطلاق والاتفاق في البداية، فإنه أضحى بعد غرق إيلي/ ترانه عليدوستي، منبعا للتوتر والخلاف والتأهب والخوف ( خوف شوهريه/ماريلا زارعي من هدير الأمواج مثلا) . 
إن اليومي منسوج من قماشة التراجيدي .يتولد التراجيدي، من تغافل الإنسان الأعزل في لحظات الانتشاء (التمتع بالسباحة /اللعب بالطائرة الورقية )أو الذهول عن قوة الطبيعة، واصطدامه غير المنتظر في لحظات الجذل والفرح والابتهاج بحدود قدرته على الفهم والفعل والمبادرة والاستجابة السديدة .
كلما اقترب الإنسان من الطبيعة وتخلى عن التقانة، اكتشف ضآلته الوجودية. 
إن وضعية التجرد (العودة إلى النبع أي الريف والشواطئ /والإقامة بفيلا غير مجهزة / والافتقار لكثير من أدوات التحضر: التلفزة والتغطية الهاتفية وأدوات الراحة والرفاهية مثلا) هي أنسب وضعية، لدفع الإنسان إلى اكتشاف حدوده، والكشف عن خباياه وقدراته الحقيقة. كانت واقعة الاختفاء، وما تلاها من ذهول واندهاش وحيرة، فرصة لاختبار صلابة وصلادة المقررات والمعلن والكشف عن المسكوت عنه والمخفي.
كان اختيار فضاء الشاطئ ذكيا؛ وقد مكن من:
-إيصال اشتباك الإنسان بالطبيعة إلى أقصى مداه(إسراع أحمد/شهاب حسيني وبيمان/بيمان معادي ومانوشير / أحمد مهرانفر إلى إنقاذ الطفل آراش من الغرق).
-إبراز ارتباك الإنسان المتجرد من التقانة أمام قوة الطبيعة (السباحة بدون خبرة بالإنقاذ وتقنياته / وطلب النجدة/ والبحث عن الجثة ليلا).
-منح مشهد الغرق والإنقاذ وما صاحبهما من ارتباك وتخبط كل قوته التعبيرية ( توظيف بارع لحركة وهدير الأمواج).
-إبراز غنى الفضاء وانطوائه على نقائض محفزة على التدبر والاعتبار (اللعب-الخطر/التجدد-الموت/الفرح –الفاجعة/الانتشاء –الذهول/الحياة –الفناء.

2-حدود معرفة الذات والآخر:
ثمة حدود لمعرفة الذات والآخر، تنكشف في مقامات الاهتزاز النفساني أو الخطر الداهم بخاصة .وبينما ينشغل الكل بإيلي/ترانه عليدوستي، يكتشفون بعد غيابها الغامض، جهلهم بهويتها الحقيقية(اسمها الكامل ووضعيتها الاجتماعية ).كما يكتشف خطيبها علي رضا /صابرأبر، مصدوما، موافقتها على مرافقة الصحب إلى الشمال قصد الاستجمام والتعرف إلى شاب قادم من ألمانيا.
لا يدرك أمير/ماني حقيقي المندهش دوما، الدوافع النفسانية والثقافية العميقة، المفسرة لانشغال زبيدة/ غلشيفته فراهاني، بتوثيق العلاقة بين أحمد/شهاب حسيني المنفصل عن زوجته الألمانية وإيلي/ ترانه عليدوستي، مدرسة ابنتها .وبدلا من فهم هذه الدوافع الشعورية أو اللاشعورية، اختار طريق التعنيف الرمزي والفيزيقي.
وقد انجذب الصحب إلى تعابير وسمت وحالة الحبيب علي رضا / صابر أبر النفسانية والعاطفية وانحازوا إلى سرديته بعد تأكده من حقيقة ما جرى؛علما أن سرديته ذاتية ونسبية، ولا تلغي سردية مضادة قدمتها زبيدة/ غلشيفته فراهاني بكثير من الاختزال والتردد و الحرقة .إن تعابير الجسد والآلام النفسانية المعبر عنها جسديا، تستثير-بكل تأكيد- المخزون الشعوري والعاطفي لدى الآخر؛غير أنها تلغي قدرته على التفكير المتروي، وفحص السردية المقدمة وتنسيب منظورها.
لقد انخدعت المجموعة بالمظهر(هدوء وجمال ولطف وتفتح إيلي/ ترانه عليدوستي) وتناست المخبر(التفرس في ملامحها واستجلاء أسرار نظراتها وارتباكها وتكتمها )، وانخدعت بسردية حبيب تملكي واستحواذي لم يفلح في كسب حب شابة متطلعة إلى آفاق حياتية واعدة.

تكتشف المجموعة المندهشة والمصدومة، بعد اختفاء إيلي / ترانه عليدوستي ما يلي:
-اهتمامها بمستقبل إيلي/ ترانه عليدوستي (توثيق علائقها بأحمد/شهاب حسيني ) دون معرفة مسبقة بهويتها وماضيها وارتباطها العاطفي في الراهن ؛
-عجزها عن فهم ما وقع بسبب غياب الوضوح والشفافية وتزايد الأكاذيب (أكاذيب زبيدة وأحمد بخاصة).
-عجزها عن فهم دوافع زبيدة/غلشيفته فراهاني وتصرفاتها (منع إيلي/ ترانه عليدوستي من العودة إلى طهران/إخفاء هاتفها /المعرفة المسبقة بخطبتها وعلاقتها السيئة فيما يبدو بخطيبها/إصرارها على الكذب وحجب الحقائق)؛
-عجزها المتنامي عن تدبير التوتر والغضب واستعادة الهدوء النفساني والذهني(توتر بيمان/بيمان معادي وتعنيفه الرمزي لزوجته وطفله آراش /انفعال أمير /ماني حقيقي واعتداؤه على زبيدة/غلشيفته فراهاني) ؛
-صعوبة تهدئة الخطيب المفجوع بله إقناعه بسلامة قصدهم.

3-حدود الحس العملي:
اتفق الأصحاب على لطف وتفتح وهدوء وجمال إيلي/ترانه عليدوستي، وأبدوا ارتياحهم، ذكورا وإناثا، لسمتها وتصرفاتها، قبل حدوث الفاجعة ؛إلا أنهم ما لبثوا أن ركنوا إلى الشك في مسلكها ومصارحة خطيبها المفجوع بالحقيقة بعد تأكدهم من قبولها- بعد تردد - مرافقتهم إلى الشمال، قصد التعرف إلى أحمد/شهاب حسيني .
وباستثناء زبيدة/ غلشيفته فراهاني المتمسكة ببراءة وطهر إيلي/ ترانه عليدوستي، مال الأصحاب في غمرة انشغالهم بتبرئة أنفسهم، والانحياز غير المسوغ إلى وجهة نظر الخطيب المفجوع، إلى إدانة إيلي/ ترانه عليدوستي. 
يقود عدم الثبت من الحقائق والاكتفاء بالمظاهر والانطباعات الأولى، إلى تقويم مفتقر إلى التسديد والإنصاف .فبما أن إيلي قبلت مرافقة الصحب –بعد طول تردد وتمنع –وعلمت بغرض زبيدة/ غلشيفته فراهاني و أحمد/شهاب حسيني، فإنها أحاطت نفسها بالشكوك الأخلاقية حسب منظورهم. ومن اللافت للنظر، أنهم ينبرون للتعاطف مع الحبيب، المخدوع، ويفهمون شقاءه النفساني، و لا يترددون في وسم إيلي-صراحة- بالخداع والخيانة والغدر، غافلين عن فهم دواعي موقفها، رغم دفوعات زبيدة واستماتتها، لاعتبارات أخلاقية ونفسانية وإنسانية، في إظهار براءتها ولطفها .لقد نال الخطيب المفجوع، احترام وعطف وتفهم الصحب (موقف شوهريه/ماريلا زارعي و أمير/ماني حقيقي بخاصة)، ولم يشفع لإيلي/ ترانه عليدوستي، ترددها في الحضور واعتزامها العودة إلى طهران بعد قضاء ليلة واحدة رفقة الصحب وخصائصها الإنسانية العالية.
لقد مال الصحب ما خلا زبيدة غلشيفته فراهاني، إلى الإدانة الجازمة والقاطعة، وإلى توظيف منظور مانوي في التدبر والتقويم فيما تقتضي دقة الموقف وحراجته النظر مليا إلى الفوارق وموجهات الوعي.وبدلا من تقليب النظر في دوافع سلوك إيلي / ترانه عليدوستي، اختارت المجموعة إدانتها باسم أخلاقية وثوقية .ومن علامات الوهن في التفكر والتدير هنا :إشادة بيمان/بيمان معادي بتفتحها وانطلاقها قبل الحادثة، وتنديده بخيانتها بعدها.وهو لا يملك، فيما عدا انطباعات وأحكام متسرعة، أية دعائم لحكمه في الحالين.
وقد حرص أفراد المجموعة، في غمرة انكبابهم على التعرف إلى شخصية إيلي / ترانه عليدوستي، على مراجعة سلوكهم، والبحث عن عثرة مفسرة لغيابها المفترض (تضايقها من الزغاريد ومن ضحكات ودعابات وإيماءات الصحب أثناء الأكل .).
وحين يتأكد خبر قبولها مرافقة الأصحاب وعلمها بدواعي الاستضافة، غير كثيرون رأيهم، وانساقوا إلى الاستنقاص من رزانتها ولطفها باستثناء زبيدة الحريصة على استنقاذ سمعة شابة وديعة وسيئة الحظ في الحب والحياة.
إن أفراد المجموعة عاجزون عن معرفة وتقويم الأشخاص وتقييم المواقف، سواء في طور التوافق والتآلف أو في طور التخالف والتحير والتخوف من مفاجآت فاجعة غير متوقعة.
استمال خطيب إيلي الصحب، رغم كذبه وعنفه وتطلبه؛ فمالوا -دون كبير تفحص-إلى سرديته وتأويله لدوافع قبول إيلي/ترانة عليدوستي مرافقة أفراد المجموعة للتعرف إلى أحمد/شهاب حسيني .لقد تمكن من إقناعهم بصحة سرديته و حملهم دون كبير عناء على التعاطف معه، بفضل ما يلي :
-تأثره الوجداني والنفساني الكبير(السمت والملامح والنظرات والإشارات والنبرات ) ؛
-سمته وهيئته الباعثة على التقدير والتوقير؛
-انفعاله الوجداني العالي الدال على تعلق وجداني وعاطفي كبير بإيلي /ترانة عليدوستي ؛
-وقوعه ضحية الخداع والخيانة الرمزية حسب السردية المنتصرة.
وفي غمرة تماهيها معه و تفاعلها مع سرديته، لا تلتفت المجموعة إلى دواعي إصراره على معرفة سردية إيلي/ترانه عليدوستي، مما يؤكد إدراكه التام لعدم اطمئنانها لمسار علاقتهما.

4-حدود التمويه والتورية والحجب:
رغم صدق النوايا لا تمتنع الشخصيات عن الكذب والتورية والتمويه ؛إلا أنها تكتشف، أن تناسل الأكاذيب( إخفاء الأم خبر سفر إيلي/ ترانه عليدوستي بأمر من هذه الأخيرة تلافيا لردود فعل خطيبها المتحفز/وإخفاء الخطيب علاقته الحقيقية بإيلي)، ينتهي إلى حقائق صادمة(التورط في التقريب بين شابة مخطوبة وزوج مطلق).تكثر زبيدة / غلشيفته فراهاني بخاصة من الأكاذيب والتمويهات ( التأكيد على حجز الفيلا لمدة ثلاثة أيام /ادعاؤها وجود عريسين جديدين مع المجموعة/ إخفاء هاتف وحقيبة إيلي /إخفاء خطبة إيلي وعلائقها المضطربة بخطيبها عن أصحابها / ادعاؤها وجود إيلي في غيبوبة )وأحمد/شهاب حسيني ( ادعاء أحمد/شهاب حسيني عدم الاتصال هاتفيا بالأم بعد اختفاء إيلي / ترانه عليدوستي /إخبار الأخ المزعوم بوقوع حادث ووجود إيلي في المستشفى بالشمال/ادعاء أحمد/شهاب حسيني معرفة هوية علي رضا/صابر أبر عن طريق صديقة إيلي....إلخ).وهكذا صار الوضوح نهجا فكريا ومسلكا سلوكيا غائبا، لاعتبارات فكرية وثقافية عميقة . كما أضحى الالتجاء إلى الالتباس والغموض والحجب(إصرار إيلي على التكتم على سفرها ) والتمويه ضروريا، كلما اضطر الأبطال إلى إيجاد مخارج منقذة من ورطات غير متوقعة.
لا تنشغل زبيدة/ غلشيفته فراهاني إلا بالآني ( السفر إلى شواطئ بحر قزوين /التقريب بكل وسيلة بين إيلي/ ترانه عليدوستي الجميلة والهادئة و أحمد/شهاب حسيني العائد من ألمانيا .)، ولا تلتفت إلى النتائج والتبعات وردود الأفعال الممكنة (ردود فعل الخطيب العتيد واللجوج).وتصر نازي/رعنا آزاديور، في لحظات ارتباك على الكذب (حديثها المزعوم عن اشتياق إيلي إلى أخيها وانشغالها بصحة أمها...)والتمويه، علما أن قصد الخطيب الكاذب، كان التأكد من موقف إيلي منه .فهو يدرك في دخيلته، نفورها منه، وتوقها إلى الانفصال عنه.
تلتجئ الشخصيات إلى المداراة والمصانعة والمناورة والحجب والإخفاء لحجب مقاصدها (كذب الأم ونفيها سفر إيلي إلى الشمال بأمر منها)، ونيل مبتغاها (التقرب من إيلي الجميلة واللطيفة والمتفتحة)، وإخفاء مخططاتها الصغيرة(إخفاء حقيبة إيلي /انكار زبيدة معرفتها بمكان وجود هاتف إيلي ) وتجنب مواجهة ضارية مع طرف بئيس وقوي (الخطيب/ علي رضا/صابر أبر )، وإبعاد الشبهة عن النفس (اتفاق المجموعة على إخفاء الحقيقة على الخطيب قبل أن يكتشف –مصادفة –الحقيقة الصادمة).
تتهاوى المظاهر وتتفكك تحت ثقل الفاجعة، ويضطر الأبطال تحت تأثير المفاجأة والقلق والخوف والحيرة، إلى الاحتماء بالأكاذيب (أكاذيب زبيدة/غلشيفته فراهاني وأحمد/شهاب حسيني المتكاثرة) والترضيات(محاولة استرضاء الخطيب المفجوع والمتطلب) والعنف(تعنيف زبيدة/غلشيفته فراهاني والطفل آراش ) والتنكر(تنكر أمير/ ماني حقيقي لصداقة أحمد/شهاب حسيني ) واستحضار المسكوت عنه والاحتماء بأخلاقية وثوقية صارمة أبوية، مبنى ومعنى(إدانة إيلي / ترانه عليدوستي أخلاقيا، رغم جهلهم بتفاصيل حياتها ومسوغات ومبررات سلوكها.).

5-حدود الحب:
تنكشف حدود الحب في لحظات التوتر الأقصى واهتزاز اليقين والعجز عن إدراك وتفسير وضعيات ينخرط فيها المرء دون دراية حقيقية بسياقاتها و رهاناتها وتبعاتها .يصاب أمير/ ماني حقيقي، بالذهول، من فرط اندهاشه وجهله بحقيقة ما يقع (جهل زبيدة/ غلشيفته فراهاني الاسم الكامل لإيلي/ترانه عليدوستي /إخفاء هاتف إيلي/ ترانه عليدوستي في حقيبة زبيدة/ غلشيفته فراهاني/ ادعاء زبيدة/ غلشيفته فراهاني جهلها بمكان الهاتف /رعايتها المبالغ فيها لأحمد/شهاب حسيني)، ويعتدي، جسديا على زبيدة/ غلشيفته فراهاني.لم يتحمل أمير/ماني حقيقي، غرابة وغموض وقساوة ما يحدث، فانبرى، في لحظة اهتياج نفساني إلى تعنيف زوجته .لقد اصطدم الحب، هنا، بجدار الجهل بالتعقيد الملازم للعواطف والسلوك والفعل في لحظات الارتباك الوجودي، فارتد المحب، تلقائيا إلى الشك والاستغراب والعنف.
 كما تحتج شوهريه/ماريلا زارعي على معاملة بيمان/بيمان معادي لها أمام الصحب؛ ولئن مال إلى استرضائها وإقناعها بسلامة طويته، فإن انتقاصه من قيمتها، بعد فورة غضب كاسح، دالة على أن الحب لا يسلم من الرخاوة مهما كان صلبا.

6-حدود الصداقة:
تكشف الصداقة عن حدودها، إذ تصطدم بالحدث الصادم غير المتوقع، وبالمأساة غير المنتظرة: غرق إيلي. فحين يهيمن التوتر الأقصى، ويسعى الجميع إلى إظهار براءته وعدم مسؤوليته عن الحادث، يصعب النظر المتروي في الحادثة وتبعاتها والتحقق فيما جرى، واستكناه العلل والتفكير في الإجابات والاستجابات الرشيدة. 
 لقد مرت علاقة أحمد/شهاب حسيني بأمير/ماني حقيقي بفاصل صعب، غب اعتداء أمير /ماني حقيقي على زوجته بسبب توالي أخطائها الصغيرة –الكبيرة، وسوء تدبيرها وتوريطها الصحب في مشكلات غير متوقعة.

7-حدود الذكاء الجماعي:
مهما حاول الفرد، التمويه والتسويف والتورية والتمسك بأنصاف الحقائق واصطناع سيناريوهات مختلقة، فإنه لا يتمكن في الحقيقة من حجب الحقيقة. فقد اكتشف الخطيب/ علي رضا /صابر أبر، مصادفة، دواعي قدوم إيلي إلى شاطئ بحر قزوين وعلاقتها بأحد أفراد المجموعة وموتها غرقا، في غفلة من مانوشير / أحمد مهرانفر(سمع بزواجها وغرقها من السيدة المشرفة على كراء الفيلات حين رافقه مانوشير لإجراء المكالمة الهاتفية ). وقعت المجموعة في المحظور، إذ لم تلتفت إلى إمكان اطلاع الخطيب على خبر غرق إيلي وزواجها المزعوم بأحمد/شهاب حسيني في مكان إقامة المشرفة على كراء الفيلات.
حين تجتمع النوايا الحسنة والتمويهات والكذبات الصغيرة وتغيب القدرة على الترقب والاستباق والتوقع، يتعذر التصدي لدفق الحوادث الصادمة وغير المتوقعة، وينكشف المخفي وتبرز الحقائق الدامغة (انتفاء الحب /الغرق /معاينة الجثة في مستودع الأموات). 

8-حدود الفعل والعجز عن التوقع:
تصر زبيدة/غلشيفته فراهاني على تمتين العلائق بين أحمد /شهاب حسيني و بين إيلي/ترانه عليدوستي، وتدعوها لمرافقة الصحب إلى شواطئ بحر قزوين، وتحرص على إقناعها بالبقاء صحبة المجموعة (إخفاء حقيبتها )، وعدم العودة إلى طهران.تغفل زبيدة/غلشيفته فراهاني، وهي في غمرة انشغالها بالتقريب بين أحمد /شهاب حسيني وإيلي/ ترانه عليدوستي، وضعية إيلي الخاصة والتبعات الأخلاقية لاستقدام شابة مخطوبة وتسهيل تعرفها إلى شاب آخر.وبينما تتحكم في إدارة التقارب(إجلاس إيلي قرب أحمد أثناء الأكل مثلا)، فإنها لا تحفل بتبعاته، ولاسيما أنها تعلم حدة طباع خطيب إيلي.
تتمثل حدود الفعل هنا، في عدم إدراك الذات /الفاعل العالم الداخلي للآخر وفي عدم القدرة على توقع التبعات الممكنة.
وعوض التقريب العاطفي بين الشابين، والانتشاء بالقدرة على التدبير والمبادرة(الإشراف على تنظيم الرحلة )، ازداد الشرخ، وتعمق ألم زبيدة/غلشيفته فراهاني، بعد احتداد إحساسها بالذنب(إصرارها على استضافة إيلي ومنعها من العودة إلى طهران بعد قضاء ليلة واحدة في الفيلا المكتراة )، وتردي حالتها النفسانية وعلائقها بأمير /ماني حقيقي ورفض الصحب سرديتها عن وضعية إيلي ومسوغات قبولها مرافقتهم إلى الشمال.

9-حدود الغيرية والعلاقات الإيثارية: 
حين تصطدم الذات بصلابة الواقع، أو تكتشف استحالة التعايش أو التواد أو التحاب، ترتد إلى قيعانها النرجسية، وتنأى -تدريجيا -عن الغيرية أو العلاقات الإيثارية.
وباستثناء زبيدة/غلشيفته فراهاني، لم تكن لأفراد المجموعة معرفة بإيلي / ترانه عليدوستي وشؤونها وشجونها العاطفية .ولئن انشغلوا بهذه الضيفة الغامضة، وأبدوا إعجابهم بهدوئها ولطفها وجمالها وظرفها، فإنهم لم يظهروا تأثرا كبيرا بموتها الفاجع وانشغلوا كليا باستنقاذ أنفسهم، واستعادة توازنهم و سعادتهم السابقة. فشوهريه/ماريلا زارعي تريد العودة إلى طهران، بسبب تأثرها النفساني الكبير وسوء حالة ابنها آراش (التبول في الفراش )وتوتر علاقتها بزوجها بيمان/بيمان معادي، وبيمان/بيمان معادي يصر على إعلان الحقائق وإن كانت صادمة وغائمة(التشكك في سلوك إيلي بعد قبولها مرافقة المجموعة رغم خطبتها ).
لم تكن إيلي / ترانه عليدوستي، في وعي أفراد المجموعة إلا طيفا أو ومضة ومضت في سواد حياتهم، وسرعان ما ملوا الاستطراف وعادوا إلى المناطق الرمادية.لم يتأثر بعمق بموت إيلي إلا زبيدة/غلشيفته فراهاني، لإحساسها بمسؤوليتها عما جرى(منع إيلي/ ترانه عليدوستي من العودة وفرض سلطتها الرمزية عليها )، أو لعجزها عن الدفاع عن براءتها. 
لا يبدي الفرد نزعاته الغيرية والإثارية إلا متى كان في نطاقه الخاص محميا ومطمئنا إلى مصيره، ويرتد إلى نرجسيته كلما طال الاختلال توازنه النفساني والوجداني والاجتماعي أو طمأنينته الوجودية(احتجاج أمير/ماني حقيقي على اعتناء زبيدة/غلشيفته فراهاني بأحمد/شهاب حسيني ومساعدته على إيجاد زوجة إيرانية بعد طلاقه من زوجته الألمانية).
تعود الثقافة القديمة، لتعلن عن حضورها الطاغي، في لحظات الاهتزاز والارتجاج، ويغيب الحلم والتروي وإنعام النظر في حقيقة الواقعة، ودوافع السلوك .وهكذا يتجرد أمير/ماني حقيقي من فطنته، إذ يعنف زبيدة/غلشيفته فراهاني، ويستغرق بيمان/ بيمان معادي، في استنطاق طفل، لم يخرج بعد من الصدمة(الغرق).ولا تجد زبيدة/غلشيفته فراهاني -وهي في وضعية ارتباك واشتباه -من يواسيها أو يفهم دوافع سلوكها وتصرفاتها .وتجرد إيلي/ ترانه عليدوستي، من أهليتها الأخلاقية وتوصم بالخيانة والخداع لمجرد قبولها بعد طول تردد وتمنع دعوة ملاقاة أحمد/شهاب حسيني .ولا تتردد المجموعة فيما يشبه الإجماع في إدانتها، أخلاقيا، استنادا إلى سلوك جزئي يكتنفه الغموض والالتباس، علما أنها بالغت في فهم رد فعل الخطيب/ الحبيب المفجوع .ومن الجدير بالذكر أن نازي/رعنا آزاديور وشوهريه/ماريلا زارعي انحازتا صراحة إلى الخطيب وتفهمتا لوعته وفجيعته، ولم تظهرا أي عطف أو تعاطف مع إيلي/ ترانه عليدوستي و رفضتا" دفوع" ودفاع زبيدة/غلشيفته فراهاني عنها. 

المحلي والكوني في فيلم "عن إيلي" VI:  

إن فيلم "بخصوص/ عن إيلي "أقل إيغالا في تشريح الواقع الإيراني من "انفصال " و"البائع" .فهو يستوحي الثقافة والراهن الإيرانيين، ويرصد تركيبة الشخصية الإيرانية بكل تأكيد من خلال رصد كثير من الظاهرات والمعطيات والمؤشرات والعلامات (الموسيقى الإيرانية والرقص وطرق الاحتفال بالعرسان والضيافة والصداقة وطرق تدبير التوافق والتخالف وبناء المواقف ومكانة المرأة ومسؤولياتها الاجتماعية والثقافية الكثيرة والحس التضامني لدى النساء والميل إلى المرح والمداعبات والأكلات الشعبية والبنية العاطفية للشخص الإيراني )والإشارات (اعتماد معادلة المجاورة والجمع بين القدامة والحداثة /اهتمام شرائح من الطبقة المتوسطة بالتحديث وآلياته ومتعه/استمرار الموروث الأبوي في تشكيل الوعي الفردي والجمعي ).ومهما أكثر-هذا الفيلم- من فحص المحلي، فهو إلى الكوني أقرب في اعتبارنا.

إن الإشكاليات المعالجة في الفيلم كونية في الحقيقة (حدود الإنسان معرفة وفعلا وحبا وصداقة وارتباطات واختيارات/ وإشكاليات المسؤولية/ وتعقيد العلاقات الإنسانية/ وصعوبة تدبير العواطف والانفعالات في أوقات الاهتزاز /ودور الوضوح والغموض في بناء الروابط وتمتين العلائق).
إن استحضار المعطى المحلي (ثقافة الكذب والتمويه ) واستبعاد الكوني لإبراز البعد النقدي للفيلم لا يستقيم في اعتبارنا، إذ يتغافل عن أبعاده وإشكالياته الجوهرية :علاقة الذات بالآخر /، صلابة أو رخاوة العلاقات البشرية /الآليات النفسانية المعتمدة في تبرئة الذات وحمايتها من الاهتزاز /الإحساس بالذنب /تحمل مسؤولية الفعل/ مناطق الغموض والالتباس في الوجود والسلوك /ومعايير الحكم على الآخرين. 


تركيب V:

وبينما تتكاثر علامات القصور وتتوالى أمارات الارتباك في الفهم والحكم والتقويم والفعل والتوقع، يبرز التراجيدي، بما هو نتاج الغفلة والتراخي و العجز عن الاستباق والتوقع والاستشراف.
يكمن المأساوي هنا، في موت إيلي/ترانه عليدوستي، موتا مزدوجا، على الحقيقة، موت فيزيقي بسبب الغرق في مياه بحر قزوين الصاخبة، وموت أخلاقي-رمزي بسبب إصرار رفاقها في الرحلة، على إدانتها أخلاقيا، ومسايرة الخطيب المفجوع وقبول سرديته العاطفية الذاتية.

كانت بلاغة الجسد (تأثر الحبيب المفجوع)، أسرع وسيلة للإقناع(شوهريه/ماريلا زارعي ونازي/رعنا آزاديور، وكانت فداحة الخيانة الرمزية، أكبر دليل حامل على الاشتباه بإيلي (موقف أمير/ماني حقيقي وبيمان/بيمان معادي و شوهريه/ماريلا زارعي ) وكان الاحتكام إلى الأخلاق الوثوقية المعيار المعتمد في الحكم على شابة يافعة تواقة إلى الحب دون قهر .
الهوامش:
1-(François Lelord et Christophe André ,Comment gérer les personnalités difficiles , Odile Jacob , 2000 ,page21.).
2-(مسكويه، الهوامل والشوامل –سؤالات ابي حيان التوحيدي لأبي علي مسكويه، تحقيق : سيد كسروي، دار الكتب العلمية، بيروت –لبنان، الطبعة 2001، ص.187.) .

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات