يعود الشتاء بقفازهِ الصوفْ
سلاحا وثلجاً
لا دفْءَ يلتُّمُ فينا
الربيعُ الذي كان حلواً وسيما
غفا آبدا غفو أهل الكهوفْ
والخريفُ اكفهّر بطلعته العارية
وذا الماردُ العربيّ استكان إلى النومْ
يرافقهُ خَدَرٌ دائمٌ
و ثوّارهُ قد أضاعوهُ في الطرقات
في زحمةِ السوحِ تيهاً وصاروا شتات
فبراير الآن يمضي بعيدا
ينايرُ ليس ربيعا
أهذا شتاءُ الجليد ؟!
تعالوا هنا .... نلتحفْ بالخمول
فمن قال :هذانِ سيّانْ ؟
وسائدُنا من حرير التثاؤبِ
محشوّةٌ بالنعاسْ
فمن دقّ طبل التحرّر ؟؟
لاشيء يحدث ، لا ثائرٌ قد يجيء
سوى فوّهات اللسان السليط
مزخرفةٍ بالخداع ْ
بالكلام العبيط
وهل تستعاد بيارقُ ثورة ؟
الطوارئُ قد مُدِّدتْ أمداً
وفوضى الجماهير حلاّقةٌ
تزيّنُ هاماتنا الواطئة
أ فوضى الشباب العنيد ...
خلاّقةٌ من جديد ؟
تعيد اليتامى إلى دورهم
أراملَ تبحث عن موتها
أيامى تعاشر عشّاقها
عساكرٌ ، بلطجية هذا الزمان
فذاك يقايض أجسادنا
وآخر يضربنا بالظهور، هراواته الموجعة
احتقاري الكبير للحرامي ، لا احترامي
ليفزعنا ، ويسلبنا ما يجود بهِ المحسنون
ويسطو علينا متى يشتهي
وقت عزِّ الضحى
في هزيع الليال
يضيق الخناق علينا ؛ يفتشنا
في نقاط الشوارعِ
في أزقتنا الغافية
في سرير المنام
يمدُّ يديهِ لعوراتنا
في عظام الجماجمِ
في كوّةِ زنزانةٍ مظلمة
أ تحرير قلتم ؟
أتحريك قلتم ؟
لأني أصمُّ الأذان
لعب اللغطُ في مسمعي
نعم حرروا عتاة الجناةِ من الحبسِ
إنهم في الشوارع يسطون جهرا جهارا
عتاة المجون هنا ، في الميادين
يبلون دوراً عظيما
ولْتنمْ أعينُ الثائرين الكرام
فتشرين يبكي أحبّته الثائرين
في بلاد الأسى
ويطعمها العاهرون اللئام
حنظلاً ، عفَناً ، علقما
الأمر سيان يا سادتي
تصبحون على كَدَرٍ
تحت همٍّ جديد ْ
وضيمٍ عتيدْ
إلى الملتقى .. مرةً ثانية
نشيّدُ ثورتنا الغافية
بصحْوٍ جديدْ
ونسخٍ جديد
مثلما يشتهي سيدي
لا كما يشتهي
هؤلاء العبيد
الفصول الأربعة النافقة موتاً
مواضيع ذات صلة