أصدر مؤخرًا معالي وزير الإعلام السعودي الأستاذ سلمان الدوسري قرارًا يقضي بتعيين الأستاذ علي بن عبدالله الزيد رئيسًا لهيئة الإذاعة والتلفزيون، وقد استقبل الوسط الإعلامي السعودي هذا القرار بالترحاب مصحوبًا بالأمل للارتقاء بالهيئة في كل شؤونها، وذلك لما يملكه الأستاذ علي من خبرة إعلامية ثرية. وقبل كل شيء، أدعو سعادة الأستاذ الزيد أن يراقب عن كثب مراحل الإعداد للنسخة الخامسة من المنتدى السعودي للإعلام، المقرر انعقاده خلال الفترة من الثاني وحتى الرابع من شهر شباط (فبراير) العام المقبل 2026، خصوصًا فيما يتصل بجوائز المنتدى حتى لا يتكرر الخطأ الفادح في النسخة الماضية!
فالقصة بدأت في تشرين الأول (أكتوبر) 2024 عندما عقد رئيس الهيئة السابق الأستاذ محمد الحارثي مؤتمرًا صحفيًا أعلن فيه عن إضافة مسارات جديدة للجائزة ليصبح مجموعها 14 مسارًا، لكن المفاجأة في الحفل الختامي لم يتم الإعلان سوى عن الفائزين في 13 مسارًا فقط، وتم استبعاد مسار (المقال الصحفي) دون سابق إنذار، فلجنة الجائزة لم تسمِّ فائزًا في هذا المسار، وفي الوقت نفسه لم يعلنوا عن حجب الجائزة لأي سبب يرونه، وبقي موضوع جائزة مسار المقال الصحفي مُعلَّقًا دون توضيح منذ الحفل الختامي في شباط (فبراير) الماضي وحتى ساعة كتابة هذا المقال! وقد مررتُ بالحسابات الرسمية للمنتدى السعودي للإعلام في كافة منصات التواصل الاجتماعي، وتتبعتُ تصريحات مسؤولي المنتدى ولم أظفر بشيء مفيد عن الجائزة المحجوبة.
وهنا سؤال يطرح نفسه: لماذا التركيز على هذه الجزئية؟ فأقول إنه لا يخفى على سعادة الأستاذ علي الزيد وعلى القارئ الكريم أن بعض التفاصيل تبدو متناهية الصِغر لكنها تؤثر دون شك على مصداقية الحدث بأكمله، وإلا كيف يمكن تفسير إعلان الأستاذ الحارثي في تشرين الأول (أكتوبر) 2024 عن مسارات الجائزة ومن ضمنها مسار (المقال الصحفي)، ثم يأتي الحفل الختامي ويتم تجاوز هذا المسار كما لو كان غير موجود بالأساس؟ خصوصًا وأن المنتدى يُعد محفلاً إعلاميًا كبيرًا باسم المملكة العربية السعودية، وقبل ذلك كله يحظى برعاية سامية كريمة. لا شك أن المسؤولية عظيمة لتفادي هذا الخطأ في النسخة القادمة التي أرجو لها كل النجاح والتميز حتى في أدق التفاصيل.
لن أزيد على ما ذكره المذيع السعودي السابق الأستاذ القدير عبدالعزيز بن فهد العيد عبر منصة (إكس)، فقد تحدث باسم جميع العاملين في هيئة الإذاعة والتلفزيون وكذلك منتسبي الإعلام بصفة عامة، خصوصًا فيما يتصل بمواضيع التحول الوظيفي والوضع الراهن للإذاعة السعودية الرسمية والعلاقة بين المذيعين الحاليين والمتقاعدين، وكذلك ضرورة إنشاء شركة إنتاج تابعة للهيئة لتكون ذراعها الذي يحتوي المميزين من أبنائها في كل حقل فني، وتسوّق إنتاجها الإذاعي والتلفزيوني. وشدّد الأستاذ العيد على أن من شأن تلك الشركة دخول المنافسات للفعاليات المحلية لتغطيتها، لا سيما أن لدى الهيئة قنواتها التي تملكها، وفي إمكانها التفاوض على التنظيم والبث المباشر أو المسجل.
وإن كان لي من إضافة، فهي استغلال جبل الكنوز الكامن في أعماق مكتبة التلفزيون، وبالإمكان استثماره في عدة قنوات شبيهة بقناة "ذكريات"، حتى لو كان على منصة "يوتيوب". لنأخذ على سبيل المثال الشأن الرياضي: ماذا لو تم وضع كافة مباريات الدوري الممتاز موسم 1409هـ / 1989م مثلاً؟ لا شك أن هذه الخطوة سوف تسترعي انتباه جميع عشاق الفرق التي لعبت في ذلك الدوري، خصوصًا الفرق التي كان صعودها له بحد ذاته منجزًا بالنظر إلى إمكانياتها المتاحة كفريقي الروضة وهجر من الأحساء.
وفي الشأن الثقافي، هناك ما لا يقل عن 30 أوبريتًا غنائيًا واكب افتتاح المهرجان الوطني السنوي للتراث والثقافة الذي كانت تنظمه وزارة الحرس الوطني في الجنادرية، كما احتوت تلك الحفلات على قصائد وطنية خالدة لشاعر الوطن الكبير خلف بن هذال العتيبي، وعدد كبير من الجلسات الثقافية التي تصاحب المهرجان، حيث بالإمكان إثراء منصة "يوتيوب" بعشرات المحتويات منها، ناهيك عن البرامج.

