: آخر تحديث

السعودية.. تاريخٌ وحاضرٌ ومستقبل

2
2
2

يُطّل اليوم الوطني السعودي في عامه الخامس والتسعين بحلة عالمية، فعلي الصعيد السياسي، تأتي السعودية ممثلة في قيادتها الرشيدة كصمام أمان للمنطقة وللعالم، فهي قوة استراتيجية وعسكرية ومادية تقع في قلب العالم المضطرب، لتؤدي دورها الكبير في نزع فتيل الأزمات، وتهدئة التوترات، وإخماد الفتن، كما تلعب المملكة دورًا هامًا في الوساطة الدولية، وتمكين مقومات السلام، ونصرة القضايا التاريخية، وآخرها قيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- لجهود المؤتمر الدولي لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين، وهو الجهد الذي أدّى بكثير من دول العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وفي المجال الديني، تثبت المملكة العربية السعودية كل يوم منذ تأسيسها على أنها الأرض الخالدة لشعائر الإسلام، ففيها قبلة المسلمين، ومهبط الرسالة المحمدية التي جاءت عناية المملكة بها كغاية كبرى، تروم بها خدمة الإسلام والعناية بالحرمين الشريفين، فكانت صونًا لهما من كل إفساد وتخريب، وهو أمر يتجلى عند قيادة المملكة حيث تتواصل عنايتهم بتسهيل كافة السبل لضيوف الرحمن، وبذل كل إمكاناتها البشرية والمادية لأمن وراحة الحجيج والمعتمرين، كما أن المملكة تقدم للعالم أجمع نموذج الإسلام الوسطي وحسن الاعتدال، ويتجلى ذلك بدورها التاريخي والضامن في نصرة القضايا الإسلامية، وحل الخلافات، ورأب الصدوع التي تعاني منها دول وشعوب إسلامية كثيرة.

وعن الجانب الاقتصادي، فقد باتت الرياض اليوم هي الوجهة المالية الأهم في الشرق الأوسط. ويدعم ذلك قوة السوق الشرق أوسطي، والذي تحتل المملكة منه ومن السوق العالمي جزءًا كبيرًا في مجالات الطاقة والتكرير والتقنية والصناعة، والدعم اللوجستي في نطاق المجالات الجوية والبرية وأعباء النقل بين القارات. ويزيد من صعود المملكة كوجهة مالية أداؤها الصارم في مجالات الحوكمة والمؤشرات ضمن رؤية 2030، والتي باتت تسهل النضج التكيفي بين المؤسسات الحكومية وبين ما تقدمه لدعم القطاع الخاص ليشكل بدوره حافزًا للنمو المحلي والعالمي.

وفي مجال الأمن السيبراني، تأتي المملكة اليوم كنموذج عالمي في تطوير السياسات الضامنة لأمن البيانات، وتقوية القدرات الدفاعية ضد الهجمات السيبرانية، وصولًا لتعزيز التنسيق السيبراني بين مختلف القطاعات، والذي يضمن الحماية الشاملة.

وفي مجال الرياضة والسياحة والترفيه، شكلت السعودية الجزء الأكبر من امتياز إقامة الفعاليات العالمية على أراضيها، وتهيئة البنى التحتية والعزم على استكمال المشاريع الكبرى التي هيأت المملكة للفوز بحقوق استضافة أحداث عالمية وفي مقدمتها كأس العالم 2034.

وفي المجال الثقافي، تأتي المملكة اليوم كواجهة تاريخية وفنية ضمن مشاريع نوعية تستعرض ثقافة المملكة وأرضها وتاريخها وشعبها، وباتت الأعمال السعودية في الثقافة والفنون والهوية اللغوية تطرح كنص عالمي في كبرى المسارح والهيئات العالمية. كما يشكل الدور الثقافي السعودي الحالي تكاملاً بين بيان الهوية السعودية الوسطية وبين دورها في نشر ثقافة السلام والتنوع الحضاري عبر الفن واللغة والأدب.

وفي المجال الإنساني، أصبحت المملكة العربية السعودية مثالًا ساميًا في مجال الإغاثة العالمية، حيث شهد العالم أجمع حوادث عمّت أرجاء المعمورة من كوارث طبيعية وحروب وأزمات اقتصادية، كانت المملكة خلالها ولا تزال تقدم المعونات الإغاثية والحُزم المادية التي تخفف من التبعات السيئة لتلك الأزمات، حيث بلغ حجم المساعدات السعودية للعالم حتى عام 2025 رقمًا تاريخيًا تجاوز 528 مليار ريال قدمت من المملكة بصفتها الإنسانية والأخوية في وقوفها مع أشقائها وأصدقائها في العالم أجمع.

إنَّ المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله تشكل نموذجًا استثنائيًا رائعًا، فقوام هذا الوطن هو الإنسان السعودي والأرض السعودية، ومنه إلى العالم يُبعث السلام والأمان.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.