لا يمكن أن نتعامل مع أساطير العالم في كرة القدم، فيما يخص ملف الانتقال من نادٍ إلى آخر، كما نتعامل مع نجوم عاديين في كرة القدم. فالأسطورة دائمًا مختلف في كل شيء، بموجب موهبته وجماهيريته وحجم تأثيره في مشهد كرة القدم بشكل عام، وحتى أكون أكثر وضوحًا لا يمكن أن يقبل الأسطورة ليونيل ميسي الانتقال واللعب في ريال مدريد مهما كان الثمن، فالإطار العام للاحتراف في مسألة كهذه لا يقبله المنطق والعقل، ونفس الشيء لن يقبل كريستيانو رونالدو اللعب في إسبانيا لغير ريال مدريد، مهما كان حجم العرض.
قد يكون هذا الأمر قاعدة في كرة القدم تخص أساطير الكرة، فالجزء المهم هنا بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى يخص الجمهور، وأي لاعب أسطوري له وضع مختلف، وكذلك بعض النجوم المؤثرين الذين تركوا لهم بصمة كبيرة في مدرج نادٍ جماهيري مثل سالم الدوسري؛ هل يوافق سالم اليوم - وهو الذي لم يعلن بعد عن تجديد عقده مع الهلال - الانتقال إلى نادي النصر الغريم التقليدي؟ طبعًا لا، حتى ولو كان العرض فلكيًّا؛ لسبب مهم وجوهري لا يمكن أن يتنازل عنه، وهو أنه صنع لنفسه مدرجًا خاصًّا داخل مدرج كبير من الصعب التفريط فيه.
لذا ليس من المنطق اليوم ومهما كانت الظروف أن ينتقل الأسطورة كريستيانو رونالدو إلى الهلال؛ لن يفعلها الأسطورة، ليس كرهًا بالهلال، لكن هذا عُرف عند أساطير كرة القدم، صحيح أن لكل قاعدة استثناءات، لكن في أمر كهذا لن يكون لهذا الاستثناء مكان على أقل تقدير مع الأندية المتنافسة، والتي تحظى بقاعدة جماهيرية عريضة؛ لذا من المهم المحافظة على قاعدة كهذه، وليس من مصلحة كرة القدم وشعبيتها العريضة أن يُكسر عُرف مثل هذا، وإن كُسر في يوم من الأيام لا أتمنى أن يُكسر في الدوري السعودي.
لذلك إن كانت هناك فكرة تقضي بأن ينتقل كريستيانو رونالدو من النصر إلى الهلال؛ بسبب مشاركة الهلال في بطولة أندية العالم الشهر القادم، أتمنى صادقًا أن تُلغى، ويبقى الدون في حضن مدرج النصر.