تظل الكلمات جسراً للعبور إلى العقول والمجتمعات، وتبحر فيك كاللؤلؤ المنثور، يجيد انتقاءه من تشبّع بالثقافة ورزانة الكلمة والمضمون.
الأستاذ الكبير عثمان العمير شخصية سعودية حازت وتربّعت على عرش الفكر والثقافة بأخلاق وطيب العبارة وعدم إقصاء الآخرين.
اسمٌ يظل يُشار إليه بالبنان، فعندما تجد التطور العالمي ومواكبة الأحداث، تجد قلمه وكلمته يضعانك في عمق الحدث والواقع، بعيداً عن التكلف والإطراء غير المبرر، وتجد الوصف يأخذك في ممر وطريق خالٍ من الشوائب والمنكهات والمحسنات التي لا تسيغها العقول.
ما أحدثه الكاتب عثمان العمير يُعدّ مدرسة مختلفة ونهجاً ثقافياً بلا حدود، يجعلنا نعيد التفكير في القراءة والكتابة، ونأخذ تلك الجهود والإثراء محل دراسة، في الطرح الواثق، وسرعة وصول الفكرة، ومهارة الحديث، وكتابة المقال الصحفي بطابع وعقل سعودي.
ولعلّي أسلّط الضوء في بوصلة البحث على مسيرة بلا حدود وإبداع منقطع النظير، ومن أبرز ما يُذكر أنه يُصنَّف كأول صحفي يوقّع عقداً مع أكثر من مجلة في آنٍ واحد؛ فقد عُيّن رئيس تحرير لعدة صحف، وقد أثار استغراب مراقبي التحرير بالنهج الذي استخدمه في الصحف التي عمل بها؛ فهو لا يتقيّد بأي قيود وضعها المحررون على أنفسهم، بل هو محرر وصحفي مستقل بذاته.
وقد تعاون لاحقاً للعمل مع صحيفة "إندبندنت" البريطانية (The Independent)، وصحيفة "نيويورك تايمز" (The New York Times)، و"لوس أنجلوس تايمز" (Los Angeles Times)، و"وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal).
وبعد عامين، وقّع اتفاقيات مع "صنداي تايمز" (Sunday Times) و"الأوبزيرفر" (The Observer) البريطانيتين، وقد أتاح عمله مع الصحف الأجنبية للقراء نسخاً مترجمة من الأخبار الإنكليزية أولاً بأول، تُنشر بالتزامن مع الصحف الأجنبية.
تقلّد الكثير من المناصب، وكان له الدور الأكبر في حوارات مع قادة وساسة وأصحاب قرار، وأُطلق عليه لقب "قصير الصحافة الإلكترونية".
هذا الوطن العظيم، بكفاءات وفكره المتطور، ظل يصدر ويتصدّر المشهد بمبدعيه وشخصياته التي رسمت الإبداع.