: آخر تحديث

إدارة ترامب وشعبية محمد بن سلمان

14
12
9

عندما نتحدث عن السلام، ونثير قضايا مهمة متعلقة بالسلام بكل تفاصيله ومقوماته وسبل ترسيخه في المنطقة، نجد المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول التي تحرص على هذا الأمر، ليس من الآن، بل منذ سنوات طويلة مضت وهي تنشد السلام والاستقرار في المنطقة دون المساس بحقوق دول المنطقة تحديداً. في السعودية بعض القواعد المرتبطة بالحياة والإنتاجية والاستقرار ثابتة، وفي نفس الوقت السعودية ليست دولة تثيرها بعض الخطابات الشعبوية التي تتسم بالحماسة والثورة، والتي نتائجها في كل الأحوال وخيمة على الجميع.

في هذه الدولة العظيمة - وأعني السعودية - رجال وضعوا العقل والحكمة ودراسة الأمور بتروٍ وهدوء عند أي خطب يستجد في المنطقة نصب أعينهم، ورسموا لهم منهجاً واضحاً في العمل السياسي والدبلوماسي لا يحيدون عنه وفق مصالحها وضمن إطار فكرة التعايش مع الجميع، دون أن تمارس ردة فعل حماسية غير محسوبة. وقد انعكس هذا الأمر على كل أفراد الشعب السعودي، وأصبحنا من فضل الله شعباً يعي معنى الهدوء والاستقرار والحياة الكريمة دون الانزلاق خلف الفتن، والسير خلف أفكار مضللة أو الانحياز لبعض التصرفات غير المسؤولة، والتي في نهايتها ويلات وخراب ودمار.

المنهج السياسي العظيم الذي تتبعه السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير الهمام محمد بن سلمان يرتكز على أسس واضحة عنوانها السلام ودفع مسيرة التقدم والازدهار لكل شعوب المنطقة. الكل في الشرق الأوسط يعي جيداً ثقل المملكة وحجم تأثيرها السياسي والاقتصادي والعسكري على مستوى العالم، وحين تقف في أي مسألة تخص الشأن العربي والإسلامي، فهي تعرف كيف تكون سنداً حقيقياً لأي قضية تمس الأمة العربية والإسلامية.

إقرأ أيضاً: السعودية أولاً وأميركا أولاً

لن نعود إلى الماضي البعيد، ففي صفحاته ما يبعث الأمل والاعتزاز والامتنان للدور السياسي والاقتصادي للمملكة، وسنتحدث عما فعله فارس المرحلة وسيد الدبلوماسية في الشرق الأوسط الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - والموقف الرائع الذي وقفه مع الأشقاء في سورية بعد أن انتزع من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحكمته وحسن تدبيره للأمور رفع العقوبات الاقتصادية عن دولة سوريا الشقيقة، وما صاحب هذا الأمر من ردة فعل عظيمة في الأوساط العربية.

كل مواطن عربي حر لديه من الفكر ما يجعله يميز المصلحة العامة التي تعين الدول العربية على النهوض والتقدم وإصلاح الحالة العربية في منطقة الشرق الأوسط، وبين تلك الأبواق المضللة التي دائماً ما تختار الشر وتسعى له، ضاربين بكل مصالح الشعوب عرض الحائط.

بعض القرارات المندفعة والمتشنجة عواقبها سريعة ونتائجها وخيمة وويلاتها تبقى سنوات طويلة، وصفحات التاريخ خير شاهد على هذا الأمر. ومن يسعى في التركيز على هذا الاتجاه، ولو من خلال كلمة من أي منبر أو من خلال فعل فردي دون أن يستأنس برأي أحد، فهو لا يريد سلاماً لأحد ولا يريد لشعوب هذه المنطقة أي استقرار.

إقرأ أيضاً: ترامب يعيش واقعاً لم يتخيله!

الكل يدرك أنَّ الكلام سهل، ويدرك أيضاً بأن هناك قلوباً مريضة تعيش على إثارة الفتن، ومع ذلك فقد قيض الله لهذه المنطقة دولاً تزن الأمور جيداً وتسعى صادقة لحلّ السلام دون المساس بحقوق أي دولة أو التخلي عنها. ونجد في هذا المنهج السياسي السلمي السعودية القائد الحقيقي، مع دعم كثير من الدول لترسيخ مفاهيم السلام.

اليوم نحن كشعب المملكة نفخر ونفاخر بهمة ولي العهد السعودي، ونشعر بمدى صدقه ورغبته في دفع دول المنطقة لمرحلة سلام حقيقية تزدهر فيها المنطقة. ألم يقل سموه في فترة سابقة إنه يريد أن يرى الشرق الأوسط أوروبا الجديدة؟ هذا الحلم العظيم لن يتحقق إلا من خلال السلام.

والمتتبع اليوم للمشهد السياسي في المنطقة يجد فيه تغييراً حقيقياً للأفضل، فسوريا اليوم تتغير وتبحث عن مستقبلها وعن حياة كريمة سُلبت منها في السنوات الماضية، ولبنان في طريقها للخروج من جلباب حزب الله، وإيران لم تعد تلك الدولة التي تشكل الخطر الكبير. أشياء كثيرة حدثت في المنطقة، وما زلنا في انتظار المزيد، وقد نفرح قريباً بعودة فلسطين كدولة شرعية بكل مكوناتها الرئيسية.

إقرأ أيضاً: بالعقل يتغير واقعنا

لذا نؤمن جيداً بأن البحث عن الاستقرار حق مشروع للمنطقة، وحتى نتمكن من التوصل لهذا الحق يجب أن ندير الأمور بحكمة، وهذا ما يحدث اليوم في المنطقة.

يُثلج صدر كل السعوديين ما نلمسه من إشادة وتقدير إقليمي ودولي عن الدور العظيم لمملكتنا الغالية في المنطقة. شكراً لرجال السلام في السعودية ولصانعي السلام في كل مكان من هذا العالم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.