: آخر تحديث

قطايف رمضانية: بين الذكريات والحقوق الفكرية

2
2
2

قبل أكثر من عقد من الزمان ، بدأت كتابة زاوية أسميتها "⁧#قطايف_رمضانية⁩"، تسبقها سنواتٌ من مقالات تحت عنوان "⁧#قطوف_تويترية⁩"، وامتداداً لمسيرة كتابية طويلة في صحف ومجلات كـ"اليمامة" و"الجزيرة" و"عكاظ" و"المدينة"، حيث حملت مقالاتي عنوان "⁧#نافذة⁩" الذي امتد لأربعون عاما. لكني توقفت عن الكتابة الصحفية لاحقاً لأسباب منها تراجع انتشار الصحف الورقية، وانخفاض مردودها المادي، حتى كدت أتخيل ، بعد ان كنت أتقاضى مكافأة مالية مجزيه ، أن تطلب مني الصحيفة دفعاً مقابل النشر!

من بين العناوين التي أفخر بها، كانت "قطايف_رمضانية"، التي التزمت بها طوال سنوات رمضان، قبل أن أتوقف فجأة دون سبب واضح. لكن مؤخراً، أعادني بودكاست "قطايف" للفنان سامح حسين إلى تلك الذكريات. البرنامج، الذي بدأ مع أول أيام رمضان الحالي، تميز بأسلوب جذابٍ ومحتوى مُبتكر، قدم فيه سامح أداءً استثنائياً جذب الملايين، متفوقاً حتى على أدواره السابقة في أعمال مثل "راجل وست ستات".

لا شك أنني أهنئ الفنان سامح على إبداعه، لكن يبقى في النفس شيءٌ من الحرج؛ فاسم "قطايف" الذي حمله برنامجه هو ذاته العنوان الذي اخترته قبل 15 عاماً. صحيح أن النجاح الساحق للبودكاست هو ما أعادني إلى ماضيّ الكتابي، لكنه أثار تساؤلاً حول حقوق الأسبقية الفكرية. أعلم أن العناوين لا تُحمى قانوناً إلا إذا سُجلت كعلامة تجارية، لكن يظل للاسم وقعٌ عاطفي على كاتبه الأول.

قد يقول البعض: "المضمون هو الأهم"، وأتفق مع ذلك. فلو لم يكن البودكاست متميزاً، لما اهتممت بالأمر. لكن نجاحه دفعني إلى استعادة ذكرياتي بفخرٍ ممزوجٍ بأسى، كمن يرى إرثه الفكري يُحتضن من قبل آخرين دون إشارةٍ إليه. هنا أتذكر أغنية محمد عبدالمطلب:
> "يا أهل المحبة أدوني حبة من سعدكم... أسعد فؤادي وأبلغ مرادي يوم زيكم"،

وكما قال محمد السبع في مسرحية "فارس وبني خيبان":
> "إديني السقط في الحساس!"،

فالحياة الفنية مليئة بالمفارقات التي تدفعنا أحياناً إلى المطالبة بحقنا، ولو رمزياً.

ختاماً، أتمنى لـ"قطايف" سامح حسين دوام النجاح، خاصة وقّد ذكرني بتجربتي القديمة مع الاسم نفسه، لكن مهما كانت الأسبقية التي تلقي الضوء على جهود السابقين وتعطيهم بعض المكافأة المعنوية والاعتراف بالأسبقية. فيبقى التأكيد على أن الفنون تُبنى على التراكم، وكل إبداع جديد هو امتدادٌ لآخر قديم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.