: آخر تحديث

حان الوقت لتغيير السياسة

34
32
28

أربعة أسابيع مرّت على الانتفاضة الإيرانية الجدیدة. بدأت الانتفاضة باعتقال دورية إرشاد الشابّة الکردیة مهسا أميني ووفاتها جراء الضربات التي تلّقتها في 16 أيلول الماضي. كانت وفاة مهسا آخر قطرة ملأت كأس صبر الشعب الإيراني ضدّ التطرف والظلم باسم الدين.

نزل الإيرانيون، وخاصة النساء، إلى الشوارع وهتفوا غاضبین من أجل الحرية في 185 مدينة وفي جميع أنحاء إيران. ومن خلال شعارات "الموت لخامنئي" و"الموت للديكتاتور" و"هذا العام عام الدم، سيد علي [خامنئي] سیسقط"،  و"الموت للظالم، سواء كان الشاه أو الزعیم" وما شابهها، أظهروا بوضوح أن تسامحهم حیال الديكتاتورية تحت اسم الدين قد انتهى، بينما في نفس الوقت يرفضون أيضًا العودة إلى ماضي النظام الشاهنشاهي.

وانضمت الجامعات والمدارس بعد ذلك إلى الانتفاضة وبدأت إضرابات كبيرة وأکبر منها في الطریق.

وحدات المقاومة التي بدأت عملها قبل 9 سنوات وفي هذه السنوات أضفت طابعاً مؤسسياً على أسلوب القتال ضد نظام الملالي. أعضاء هذه الوحدات أحرقوا مئات من مراكز النظام في هذه السنوات، وأحرقوا آلاف ملصقات خامنئي وخميني وقاسم سليماني في جميع أنحاء البلاد، وكتبوا شعارات مناهضة للنظام وتحديداً ضد خامنئي على أبواب وجدران المدن كل يوم في الأزقّة والشوارع. وفي الوقت الحالي هذه الوحدات هي التي تتولّی مسئولیة قيادة الانتفاضة بشكل أساسي.

الأرقام خلال أربعة أسابيع صارت مروّعة: أكثر من 400 متظاهر مسالم قتلوا بالرصاص أو بالأسلحة الباردة من قبل القوات القمعية. المقاومة الإيرانية استطاعت من الحصول علی أسماء 206 منهم. کما تم اعتقال وسجن أكثر من 20 ألف شخص.

الإنترنت مقطوع والاتصال بالخارج صعب. مع وجود إدانات دولیة قویة، وصل القمع داخل إيران إلى أبعاد قلّ نظیره في سائر أنحاء العالم.

وأصدر أكثر من 150 من نوّاب البرلمان الأوروبي بياناً دافعوا فیه عن حق الشعب الإيراني في تحقيق الديمقراطية والحرية، وأكدوا على الدور الذي لا بديل له لوحدات المقاومة داخل إيران من أجل مواصلة الانتفاضة وتوجيهها.

وأعلنت 27 دولة الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إدانتها للقمع الشديد في إيران، وأنها ستتخذ إجراءات عقابية ضد نظام الملالي. وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأربعاء الماضي أن الوقت قد حان لمعاقبة صنّاع القمع في إيران.

وفي البيان الرسمي للمجلس الأوربي أكد ما يقارب من 130 عضوًا برلمانيًا في الجمعية البرلمانية للمجلس الأوربي، یوم الجمعة، علی الحق المشروع للشعب الإيراني في الدفاع عن نفسه.

يوم الإثنين، سيجتمع وزراء خارجية 27 دولة في لوكسمبورغ للتنسيق وللإعلان عن إجراءاتهم العقابية ضد الملالي. وستنظّم الجالية الإیرانیة في الخارج، أنصار المقاومة، مظاهرة کبری أمام مقر وزراء الخارجية. وتعكس مطالبهم من أوروبا مطالب المنتفضین داخل إيران:

- اتخاذ إجراءات عاجلة ورمزية لوقف حمام الدم، واستدعاء سفراء 27 دولة من إيران خطوة مناسبة

- مطالبة الملالي بالإفراج الفوري عن المعتقلين في الأحداث الأخيرة

- تعليق العلاقات الاقتصادية مع نظام الملالي

إن أي عمل أقل من ذلك سيفسّر الملالي ببساطة على أنه تهدئة، وسيدفع الشعب الإيراني ثمنه في الشوارع. وسیواصل الملالي اعتداءاتهم وعدوانيتهم، لأن ما یعرفه الملالي من خلال تجارب العقود الثلاثة الماضية هو أن الغرب سیهادن في مواجهة ابتزازهم. ولذا نری أن صحيفة بوليتيكو الأمریکیة كتبت أن الملالي هددوا بقطع العلاقات مع أوروبا إذا استمرّت أوربا في فرض المقاطعة علی کیانات وأفراد النظام. ويقع اللوم على الغربيين والأوروبيين في هذا التجرّؤ من الملالي.

مع انهيار شماعة الإصلاح والاعتدال في هذا النظام وازدياد قمعه وعناده، حان الوقت للتخلّي عن سياسة الصبر والاسترضاء والمهادنة مع الملالي، والتركيز بدلاً من ذلك على الحق المشروع للشعب الإيراني في الدفاع عن نفسه حیال القهر والعنف من أجل الحصول على الحرية والديمقراطية.

حان الوقت لكي يغيّر الغرب سياسته تجاه إيران.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في