: آخر تحديث

نهاية إسرائيل!

56
58
54
مواضيع ذات صلة

لست من أصحاب التنجيم وضرب الحجر والتنبؤ بالغياب فهذا من علم الله. وإنما محاولة التعامل مع الواقع وحقائقه على الارض وخصوصا في السياسة، ناهيك اليوم زيادة دور إستشراف المستقبل وسيناريوهاته بناء على محددات وعوامل تحكم كل تصور.

اليوم يزداد الحديث عن نهاية إسرائيل. وهناك من يحدد زمنا معينا لنهايتها. وبعيدا عن التمنى والواقع، إبتداء وقبل الحدوث عن سيناريوهات نهاية إسرائيل، وكيف يمكن ان تنتهى وبأى أليات. ان نشير في تاريخ الدول هناك الكثير من الدول قد مسحت وأنتهت، وان هناك إمبراطوريات قد تفككت وحلت محلها دولا، ولنا في تاريخنا الاسلامي المثال الواضح على هذه الظاهرة أين الدولة الاموية والعباسية والعديد من الممالك، وأين دولة الخلافة العثمانية. وحديثا لنا في الاتحاد السوفياتى نموذجا لما نريد ان نصل إليه. الدول تقوم وتختفى من خلال مقاربات كثيرة بالاندماج والانصهار في ما يعرف مثلا بالاتحاد الفيدرالي الذى تفقد فيه الدول الاعضاء شخصيتها الدولية وتكتسب شخصية الدولة الجديده. وهذا احد السيناريوهات كما سنرى، المقاربة الثانية من خلال التحرر والنضال من سيطرة دول أخرى وهذا حال العديد من دول العالم الثالث التي ظهرت بعد نيلها إستقلالها وإنضمامها للأمم المتحده. او من خلال تفكك دوله مثل الاتحاد السوفياتى التي نشأ عنها بروز اكثر من دولة مستقله. ومن المقاربات نموذج الدول العربية التي ظهرت بعد إتفاقات سايكس بيكو وخضوعها لنظام الانتداب الذى أفضى إلى إستقلالها بإستثناء فلسطين.

وماذا عن إسرائيل؟أولا لابد من بعض المنطلقات:الاولى الحيلولة دون قيام فلسطين الدولة وفقا لنظام الانتداب رغم انها صنفت في الانتداب. فقيام فلسطين الدولة يعنى عدم قيام إسرائيل تاريخيا. وثانيا ان إسرائيل ما كان ان تقوم لولا التحالف الاستعمارى الصهيوني ورغبة أوروبا بحل المسألة اليهودية خارج أوروبا ومن هنا كان الاختيار على فلسطين لأنه يحقق اهدافا للطرفين. ثالثا قيم إسرائيل جمع بين أكثر وسيلة أسلوب التدرج بنقل الارض وتسهيل تمريرها للجماعات الصهيونية بفلسطين وبتشجيع الهجرة وفتح أبواب فلسطين أمامها وهذا كان أحد وظائف سلطة الانتداب البريطانيه. والاسلوب الثانى بخلق وإنشاء المؤسسات التي تشكل نواة للدولة في المستقبل كالجامعة العبرية والمليشيات العسكرية والمستوطنات الزراعي، وبأسلوب الشرعية الدولية على قيام الدولة بعرض القضية على الامم المتحدة وإنتزاع قرارا أمميا يعلن قيام إسرائيل دولة وقبولها في الامم المتحدة وهو القرار رقم 181.

والاسلوب الاخر الحرب التي تعتبر الوسيلة الرئيسة لإسرائيل لتثبيت وجودها فكانت حرب ال1948 والتي بموجبها أضافت اكثر من خمسة وعشرين من مساحة فلسطين وهى المخصصة لدولة فلسطين العربية، وحرب 1967 والتي أكملت بها سيطرتها الكامله. هذه هي المرحلة ألولى مرحلة النشأة. وفى نموذج كنموذج إسرائيل كان يمكن أن نتصور أنتهائها منذ نشأتها وهنا جاء الدور الاميركي لدعم وإحتضان إسرائيل بالقوة العسكرية والاقتصادية وحمايتها في الامم المتحدة بالفيتو. وبالتحالف الاستراتيجى الذى لعب دورا كبيرا في تثبيت وجودها، وفى الوقت ذاته لا يمكن تجاهل الدور الاسرائيلي نفسه بببناء نظام سياسى برلماني توافقى، وبناء المؤسسات والاهتمام بالعلم والبحث العلمى ومسايرة عناصر القوة وهى ضرورية في بناء الدول فنجحت إسرائيل وفى زمن قصير ان تثبت وجودها كدولة قوة أولى في المنطقة وبالعمل أيضا على الحيلولة لبروز قوة عربية قويه، وهذا كان احد أهداف حرب 1967 وضرب قوة مصر، وضرب المفاعل النووية في العراق وفشل لسياسات المقاطعة العربية وبناء شبكة واسعة من العلاقات الدبلوماسية والشراكات الاستراتيجية مع العديد من الدول، وهذا يسجل لإسرائيل. وبناء على هذه المرحلة دخلت إسرائيل مرحلة التمدد والتوسع والاعتراف وذروتها اليوم معاهدات السلام العربية مع ستة دول عربيه، واليوم التساؤل هل بعد هذا التمدد والتوسع والنفود يمكن أن نتصور مرحلة من التراجع ؟

هذه المرحلة كشفت عن بعض مظاهرها ولو بشكل عابر الاحداث التي أعقبت الحرب الاخيرة على غزة والاحتجاجات العربيهىفى الداخل، واعتقد هذا من اهم السيناريوهات والتحديات التي تواجها إسرائيل وهى مشكلة إندماج عرب الداخل ويشكلون عشرين في المائة من السكان إلى جانب مشكلة الهوية والاندماج للعديد من الجماعات اليهوديه، وتتوقف على الاستمرار في سياسات الاحتلال والعنصرية التي تدفع في تراجع إسرائيل ونموذج جنوب أفريقيا ماثلا لنا. وهذا لنا أن نتصور بعض السيناريوهات البعيدة عن الواقع سيناريو الفناء ويوم القيامة ووعد الاخرة وهذا بعلم الله، وسيناريو الدولة الواحدة مع الفلسطينيين، وسيناريو الدولة الفيدرالية.

يبقى ان العامل الحاسم في سيناريو العامل السكانى الفلسطيني وزيادته والعامل الثانى ماذا لو تصورنا وتخيلنا سيناريو إنهيار النموذج الاميركي التحالفى , وأخيرا بقاء اى دولة يقوم على العوامل الداخلية وما مدى نجاح الدولة في حل مشاكل الاندماج والتكامل والمواطنة الواحدة، وهذه هي مشكلة إسرائيل الكبرى. ولنبحث عن القوة والضعف في حياة الدولة والبناء الايودولوجى ودور الانسان في بناء الدولة والحفاظ عليها وكيف تحاسب الدولة نفسها، فعندما تحاسب دولة رئيسها وتحكم ورئيس وزرائها وتحكم عليهما بالسجن. نعرف قوة الدولة وهذا حالة إسرائيل ناهيك عن القوة العسكرية والنوويه. إسرائيل لا تنتهى بالحلم والدعاء. 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في