: آخر تحديث

المشكلة.. عدم الإنضباط

61
80
69

الآن وبعد قرابة نحو أسبوع من فرض عدم "التجوال" في الأردن وضرورة الإلتزام ببقاء المواطنين في بيوتهم فإنّ أولَّ ما من الضروري أنْ يقال هو أنه كان يجب ومنذ البداية ومنذ اللحظة الأولى "تسليم" كل شيء في هذا المجال للقوات المسلحة "الجيش العربي"، حتى بما في ذلك مطار الملكة علياء، وحيث أنّه لو تم هذا فلما تم كل هذا التسرب ولما تجاوز عدد الذين تسرّب هذا الـ "فيروس" اللعين: "كوفيد 19 " إلى أجسادهم وأصبحوا نزلاء "المستشفيات" الخمسين مصاباً.

كان أحد الأخطاء التي أُرتكبت أنه لم يجرِ التدقيق في وضعية وافدين أردنيين قادمين من دولة أوروبية تفشّى فيها هذا الـ "فيروس" القاتل وكان هذين الوافدين قد ذهبا فوراً إلى حفل "عرس" يحضره أربعمائة من النساء والرجال وهكذا فقد كانت هناك "حفلة" تبويس وعناق ونقْل "كورونا" إلى عدد كبير من "المحتفلين" الذين قد نقلوا هذا الوباء بدورهم إلى غيرهم..وهكذا دواليك!

وهنا فإنّ ما يجب أنْ يقال هو أن هذا "البلاء" قد دخل الأردن من خلال وافدين "ووافدات" غير عرب وغير أردنيين وكان الخطأ الذي أرتكب وكان غير ممكن أن يرتكب لو أن "الجيش العربي" قد تسلم مسؤولية المنافذ الحدودية والمطار الرئيسي منذ البدايات والمعروف بالنسبة للأردنيين كلهم أنّ القوات المسلحة الأردنية مشهورة ومعروفة بالإنضباط الصارم وأنّ كل شيء بات يجري على ما يرام منذ أصبحت هذه المسؤولية الوطنية فعلاً وحقاً وحقيقة مسؤوليتها.

والآن وبما أنني قد أمضيت حتى هذا اليوم، يوم "الخميس" زهاء أسبوع في بيتي وخلف أبواب مغلقة فقد عادت بي الذكريات إلى سنوات سابقة غدت بعيدة وحيث أنه كان هناك "منع تجوال" لم ألتزم به ومعي صديق العمر الذي لم أعد أراه منذ سنوات طويلة وفجأة وبينما كنّا نسير في أحد شوارع مدينة الزرقاء.. و"نتلذّذ" بعدم الإلتزام بمنع "التجوال" وإذْ بـ "دورية عسكرية" تداهمنا ثم تأخذنا إلى أحد المراكز العسكرية فأمضينا ليلة طويلة في "غرفة" مفروشة ببلاط تحول ساعات الليل الطويلة إلى "مكعبات" ثلجية!

ربما أن هذا الذي حصل ويحصل في الأردن قد حصل ولا يزال يحصل في بعض الدول العربية وذلك في حين أن مشاهداتنا في "الفضائيات" قد أظهرت إلتزاماً صارماً بالمنازل والأبواب المغلقة وبخاصة في الدول الأوروبية التي بات يسيطر عليها "فيروس كوفيد 19" مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وغيرها..

ويقيناً إنه ما كان من الممكن أن يتفشّى هذا البلاء في الأردن ولا في بعض الدول العربية الأخرى لو أنّ مسؤولية ضبط هذه الأمور إنْ على الحدود وإنْ في المطارات للقوات المسلحة وعلى ما هو الأمر عليه الآن بالنسبة للأردن.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في