: آخر تحديث

لبنان ..الحرب الأهلية باتت قريبة!

157
150
150

حتى لو مرّت هذه المؤامرة وهي لن تمر إلاّ مؤقتاً والمؤكد أنها ستلد أزمة طاحنة ليس في لبنان وحدها وإنما في الإقليم كله فإيران تجاوزت كل ما يمكن إحتماله وأتضح أنها تسدّد حسابات تاريخية أولها إنهيار الإمبراطورية الفارسية أمام الدعوة الإسلامية وثانيهما هزيمة الدولة الصفوية أمام العثمانيّين الذين كانوا يحتلون الوطن العربي كله والذين كانت نهايتهم في عشرينات القرن الماضي بعد أكثر من أربعة قرون من إستبداد بدائيًّ كان في مقدمة ضحاياه العرب كأمة وأيضاً كحضارة كانت عناوينها دمشق وبغداد وأيضاً القاهرة والدولة الأموية في الأندلس.

إنَّ الواضح مما يجري في لبنان أن هناك "إصطفافاً" مذهبياً وطائفياً عنوانه حزب الله و"حركة أمل" ومجموعة "شاردة" من الطائفة المارونية بقيادة ميشيل عون و"صهره" جبران باسيل،وهنا فإن ما لا جدال فيه إطلاقاً أن من يقود هذه الحزمة التآمرية هو جنرال الحرس الثوري قاسم سليماني الذي أصبحت له غرف عمليات في أربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وضاحية بيروت الجنوبية وهذا حتى لا نقول قصر بعبدا وأيضاً في صنعاء "الحوثية" وهناك محاولات تسرُّبٍ إلى عواصم أخرى خليجية وغير خليجية!!.


إن المعروف إن العنوان الرئيسي لهذه الإنتفاضة أو الثورة اللبنانية هو التخلص من المحاصصة الطائفية وكان في طليعة المعارضين لهذه الانتفاضة هو حزب الله لـ "صاحبه" قاسم سليماني وهو أيضاً وللأسف حركة "أمل" التي كان اختطفها نبيه برّي من حسين الحسيني ومن باقي مؤسّسيها وهو أيضاً هذا الـ "ميشيل عون" الذي من أجل الوصول إلى قصر بعبدا قد تخلّى عن كل مواقفه السابقة وعن لجوئه السياسي إلى فرنسا، وهكذا فإن هؤلاء جميعهم إتفقوا وبإسناد إيراني على زعزعة معادلة لبنان المعروفة التي بقيت متواصلة ومستمرة منذ بداية الإستقلال وحتى الآن!!.

ولعلَّ ما من المفترض أنّ لاعبي هذه اللعبة القذرة يعرفونه هو أن كل محاولات زعزعة هذه المعادلة الطائفية في هذا البلد الذي بإمكانه ألَّا يكون طائفياً ولا مذهبياً قد أدَّتْ إلى نزاعات وحروب أهلية، وكان التدخل الخارجي هو سبب كل هذه الحروب والآن فإن المعروف الذي لا يمكن تجاهله هو أن إيران هي التي تتدخل تدخلاً سافراً في شؤون لبنان وعلى أساس أن حزب الله وحركة "أمل" باتت لهما السيطرة على الطائفة الشيعية وأن الرئيس ميشيل عون قد استُخدم كـ "ماروني" ومسيحي في هذه السيطرة، وأن هذه المؤامرة القذرة هي إمتداد لما أصبح عليه العراق وأصبحت عليه سوريا واليمن، وأنه بكل هذا الذي جرى أو يجري قد ثبت أن دولة الولي الفقيه باتت تسيطر فعلا على أربع عواصم عربية.

وعليه فإن هذه المؤامرة التي باتت تستهدف لبنان يجب ألاّ تمر، ويقيناً أنها يجب ألّا تمرّ وحتى وإنْ تورط فيها بعض المحسوبين زوراً وبهتاناً على الطائفة السنية فهذه لعبة مكشوفة،والمؤكد أن فرضها بالقوة من قبل إيران وجنرالها الطرزاني قاسم سليماني سيؤدي بالنتيجة إلى حرب أهلية وعلى غرار ما كان حصل في عام 1958 وقبل ذلك وبعد ذلك !!.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي