: آخر تحديث

تميمة الفقيه و شعوذة السياسي

56
60
54
مواضيع ذات صلة

ظهر دور الفقيه في المجتمعات العربية في ظل ندرة معرفة العامة بالكتابة والقراءة و حفظ القران الكريم.. و لأن الدين هو المقدس فاصبح من يخدم المقدس في درجة اعلي من عامة الناس.

و لوجود الفقر المعرفي لجأوا الي تعليل اي مرض على انه مس من الجن و الشيطان فكان العلاج المتاح عند الفقير ليقرأ عليه ايات من القرآن لطرد الأرواح الشريرة فاصبح دور الفقي اكثر اهمية من ان يأم  الناس في الصلاة و يفتي لهم في أمور دينهم و دنياهم.

 بل ايضا في علاجهم واصبح  الفقيه يتماهي مع هذه الوضعية الجديدة  لجهل الناس بالدين و القراءة فلجأ لحيلة اخري وهي كتابة الاحجية والتميمة (الحجاب ) و لأن الاغلبية لا تعرف الكتابة فكان الحجاب يعتبر شيء مميز و شبه معجزة لا يملكها الا الفقيه.. 

و اصبحت تلك الاحجية والتمائم مصدر رزق له و سلطة أيضا فقد أصبح يتدخل في المشاكل الاجتماعية و حتي حل المشاكل الزوجية. 

انتشر العلم و المعرفة و أصبح الناس أكثر وعيا تفرق بين الدين الحق الذي هو علاقة مباشرة مع الخالق عز و جل و تعالي . والذي لا يحتاج لفقيه شبه امي او  دجال  يمارس خزعبلاته على البسطاء و يستغل جهلهم بالقراءة و الكتابة و الدين و العلم. 

مؤخرا ظهر دجال اخر في العصر الحديث و لكنه ليس رجل  دين بل رجل سياسة و اصبح يتحدث لغة لا يعرفها العامة مدعوما بتعليم واعلام و لغة اجنبية و ربما جنسية غربية و جواز سفر غربي.

 و مازال يعتقد كثيرون ان هذا السياسي يملك الحل  في الإقتصاد والسياسة و الاجتماع فتجد له اتباع مثل مريدي الفقيه في ذلك الزمن و لكنه في الحقيقة لا يختلف عن الفقيه الا في انه يمارس شعوذة سياسية بدلا من الشعوذة الدينية التي كان يمارسها الفقيه وانهما وجهان لعملة واحدة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي