كما أن العراق بات مختطفاً من قبل الإيرانيين منذ أن فتحت الولايات المتحدة حدوده لهم بعد إسقاط نظام صدام حسين في عام 2003 وكما أن سوريا باتت مختطفة لهؤلاء أيضاً وذلك رغم أنها لا تزال ترفع على أبنية حزبها "حزب البعث" شعار: أمة عربية واحدة..ذات رسالة خالدة فإنه يجب التعامل مع لبنان على أنه مختطف أيضاً من قبل :"دولة الولي الفقيه" على إعتبار أن ضاحية بيروت الجنوبية قد أصبحت تابعة وملحقة بهذه الدولة.
ربما أن البعض لا يدرك أو أنه لا يريد أن يدرك أن هدف هذه "الإنتفاضة" أو "الثورة" الشعبية اللبنانية التي رغم كل ما تعرضت له من مؤامرات وإستهداف من الداخل والخارج إلاّ أنها بقيت متواصلة ومستمرة ولـ "يخسأ الخاسئون" وأولهم الذين:" يعدون مع الذئاب ويجفلون مع الأغنام" والذين يخرجون سراًّ من الضاحية الجنوبية ويذهبون لزيارة المنتفضين في ميدان الشهداء في بيروت العظيمة.
يجب أن يكون سعد الحريري أكثر وضوحاً فإمّا أن يكون هنا مع الثائرين والمنتفضين وإمّا أن يكون هناك مع ضاحية بيروت الجنوبية ومع قصر بعبدا وبالتالي مع بشار الأسد و"خامنئي" وإنْ مُورابة.. إن "الفرز" بات واضحاً وأنه بعد كل هذا الذي جرى في لبنان لم يعد هناك مجالاً للألوان الرمادية.
إن المعروف إن هذا البلد العظيم (لبنان) قد بقي منذ بدايات عهد الإستقلال، اللهم بإستثناء بعض اللحظات العابرة، يعاني من التدخلات الخارجية القريبة والبعيدة وأنه بقي "محكوماً" بمعادلات إقليمية ودولية متلاحقة وإن هذه الإنتفاضة، أي هذه الثورة الشعبية الباسلة، قد جاءت بعدما طفح الكيل وبعدما أصبحت "المحاصصات" الطائفية عبئاً على هذا البلد العظيم وعلى أهله الطيبين وباتت هناك ضرورة لوضع بلد الأرز على بداية طريق جديد غير هذا الطريق وعلى أساس أن أهله هم من يقررون مصيرهم وأنه يجب أن تقطع الأيدي الممتدة إليه إن من قريب وإن من بعيد.
وهكذا فإن هذه الثورة الشعبية الباسلة قد جاءت لتؤكد أن هذا البلد العظيم لم يعد يحتمل لا "الوصايات" ولا أزلام الأوصياء وأنه قادر على أن يقرر مصيره بنفسه وأن هؤلاء الذين ثاروا وأستمروا في ثورتهم الباسلة لا يمكن أن يقبلوا بتلك "الصيغة" البائسة التي إستمرت منذ بدايات الإستقلال والتي إنتهت بلبنان إلى أن يكون تابعاً لـ "إمبراطور" ضاحية بيروت الجنوبية المذهبية والطائفية!