يقول الياباني ياسا توشي ياشوميرا من كتابه "فن التفكير الإبداعي": "إن الفشل في استغلال الإبداع الكامن لدى الإنسان بسبب جهله بوجود هذه القدرة أو عدم المبالاة أو بسبب التعنت المقصود ليس هدراً بقدر ما هو خيانة للنفس".
ومع هذه الحكمة المعبرة نتساءل كم أهدرنا من زمن لأجل أن نستوعب أن هناك جوانب كان جديراً ألا نهدرها.. ومن بينها تنمية وتطوير الترفيه الراقي في مجتمعنا، فقبل عقود سابقة كان الترفيه لدينا عبر الألعاب الشعبية أو الأحاديث السردية والحوار والقصائد حول "دلة القهوة" أو في تسامر النساء فيما بينهن.. في تلك الفترة كان هناك من يظنه عبثاً، وهناك من يجد فيه المتنفس والوقود النفسي لكي يستقبل يوماً أو شهراً وحتى عاماً جديداً.. وبين هذا وذاك أدركنا أن الترفيه جزء لا يتجزأ من الثقافة لأي مجتمع، لارتباطه بجودة الحياة وبث السعادة، ومن ذلك تسابقت الدول المتحضرة على صناعة أرقى أنواعه لمجتمعاتها، بل إنها تجاوزت بجعله استثماراً اقتصادياً كبيراً يدر عليها الكثير من المال متى ما أحسنت إجادته.
في عالمنا الحالي أصبح هذا الترفيه ميداناً تنافسياً تجتهد الدول في تحسين صناعته وتقديمه ليكون بعثاً اقتصادياً هائلاً جداً يُدرّ المليارات.. وليس كذلك فقط منظمة الترفيه العالمية تؤكد أن الترفيه عندما يتم عمله بشكل صحيح، يشكل قوة مركزية في تحسين الحالة الإنسانية والنفسية، وحسب رئيس هيئة الترفيه السعودية المستشار تركي آل الشيخ أنهم يدعمون إنشاء مجتمع يحظى بجودة حياة عالية لأن الترفيه جزء لا يتجزأ من التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية المستدامة ورفاهية الأفراد والمجتمعات، مضيفاً أنهم يرحبون بالعالم في الرياض وفق تحقيق رفاهية راقية للجميع.
ومن الفعاليات الترفيهية الرائعة التي تُقدم سعودياً أدركنا أن الأمر من إقامة الفعاليات الكبرى على أرض السعودية لا يتوقف فقط على الاستثمار ونشر هذه الثقافة، بل يتعداه إلى بعث حياة جديدة بدنيًا ونفسياً وخلق تطلعات أكثر جودة لكل من هو على هذه الأرض الطاهرة.. لذلك يؤكد رئيس هيئة الترفيه في كل مرة، أن كل جديد مفيد سيكون حاضراً في مواسم الترفيه في السعودية.
هنا وعبر الرؤية السعودية العظيمة "2030" التي أطلقها وتبناها الملهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تحوّل الترفيه إلى منتج وطني فاخر أعطى زخماً كبيراً واستقطب حضوراً لافتاً ليس من منطقة الخليج فقط، بل من جميع أصقاع العالم، حتى إن موسم الرياض وجهة سياحة وصناعة وتجارة لهذا البلد، ولن نبالغ إن قلنا إنه اقتحم عالم الاقتصاد من أوسع الأبواب، وتطورت الفعاليات والبرامج لتكون "براندات" دولية مميزة.. لأن الاستمتاع الرائع البريء.. الملتزم بالقيم واحترام الجمهور حاضر ليكون المحتوى هو الأفضل، ومن هذا المنطلق فرضت الرياض وعبر موسمها السنوي نفسها أنموذجاً عالمياً في الترفيه الراقي، بعد أن سجلت حضوراً مؤثراً في الحركة البشرية تجاهه اجتماعياً وسمعة عالمية.
المهم في القول: إن الترفيه وفق التطلع الأعلى لرؤية السعودية 2030 التي يقودها عرّاب الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.. وعبر هيئته الرائدة ساهم في دفع عجلة النمو الاجتماعي فغير جذب عشرات ملايين الزائرين أكثر من نصفهم من خارج السعودية، فإنه قد شارك في توطين السياحة غير أنه أسهم في توليد فرص عمل تزيد على 100 ألف وظيفة منوعة.

