: آخر تحديث

السلبيات في تسويق «الكتاب»

1
1
1

سارة النومس

أشعر بالملل من القراءة على الرغم من حبي لها، هذا الشعور جعلني أشعر بالذنب تجاه الكتب في مكتبتي والتي أرغب بالتقاعد كي أقضي بقية حياتي لقراءتها، اتجهت لليوتيوب بحثاً عن مقاطع فيديو تساعدني على التغلّب على الملل فكتبت في محرك البحث الملل من... جاءت الخيارات التلقائية التي أصابتني بالذهول، فكانت: الملل من الزواج، الملل الزوجي... وكل أنواع الملل المتعلق بالزواج.

أعان الله كل متزوج يشعر بالملل من شريكته.

لمحبي القراءة، شهر نوفمبر هو الشهر الأمتع بالنسبة لهم بسبب معرض الكتاب، مع توقيته المناسب لنزول الرواتب، أشتريت مجموعة من الكتب من دور نشر عربية وبعض الكتب لا أجدها في المكتبات عندنا فهي فرصة مناسبة لشراء الكتب والاستمتاع بقراءتها. ولكن ونضع خطاً عريضاً تحت كلمة لكن، هناك بعض المظاهر السلبية المتكررة، البعض يعامل الكتب كالخضار، فالبائع ينادي من بعيد ويناولنا كتاباً كي نشتريه مدعياً أنه من أفضل الكتب، وعندما نرفض شراءه تتغير تعابير وجهه وتبدأ لغة جسده بالتعبير عن اللامبالاة. من الملاحظ أن الكتب التي تتحدث عن غزة اجتاحت المعرض هذا العام بشكل ملحوظ نأخذها بصورة إيجابية كدعم الكتّاب للقضية الباقية في الوجدان، والصورة السلبية هو التسويق للكتب باستغلال القضية.

من الملاحظ أيضاً قيمة الكتب المبالغ فيها، فالكتب في الخارج أرخص بكثير من قيمتها في معرض الكتاب. صدمت من الأسعار التي فاقت أسعار البضائع في الانترنت، تذكرت صاحب مكتبة في لندن، عندما قال لي: إنني أبيع الكتب بمبلغ زهيد كي أشجع الناس على الشراء والقراءة. أيضاً بعض البائعين يفتقدون للباقة في البيع، فعلى سبيل المثال أصرّ بائع عليَ شراء كتاب فقلت له إنني قرأت عن هذا الموضوع ولا أريد شراءه في الوقت الحالي لأنني... فقاطعني بجملة «لأنك تضعين الكتب كالمزهرية» فأجبته: لأن لديَ كتباً أرغب بقراءتها والانتهاء منها أولاً. تركته وأكملت طريقي.

دائماً أنصح الناس بقراءة صفحات عدة من الكتاب قبل شرائه، فلم يكن هناك متسع من الراحة كي اقرأ على راحتي عند بعض دور النشر بسبب ازعاج البائعين ومقاطعتهم لي عند القراءة وإصرارهم على شراء كتاب يرغبون ببيعه، وأشكر بعض دور النشر التي جلبت لي كرسياً كي أجلس وآخذ وقتاً كافياً للقراءة قبل الشراء.

قابلت إنسانة مثقفة رائعة في إحدى دو النشر، ودار حديثاً شيقاً لم يكتمل بسبب البائع الذي قاطعنا كثيراً بتعليقات ساخرة وبصوت عالٍ لم يكن هنالك مجال للحديث فشعرت بالازعاج وخسرت نقاشاً مثمراً.

أتمنى أن يُعامل الكتاب في المعارض المستقبلية بما يليق به من مكانة عالية، وأن يصبح سعره معقولاً ليستطيع كل قارئ أن يقرأ ما يحب.

إن البيئة العامة للمعرض تعطي انطباعاً أنه صُمم لمباركة كل كاتب على نشر كتابه وأخذ توقيع منه، والاحتفاء بانجازه. وكأن الهدف الأسمى لكل دار نشر هو الحصول على أعلى نسبة أرباح من الكتب.

القراءة قد تساعد على معرفة كيفية كسب المال ولكنها لا تهدف له.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد