العطس هو رد فعل دفاعي طبيعي، يقوم به الجسم لطرد المهيجات من الأنف أو الحلق، مثل الغبار، الفيروسات، أو أي مواد غريبة، ويحدث نتيجة لتحفيز مركز العطس في الدماغ. هناك عطس صامت، وغالباً من الخجولين، الذين لا يرغبون في لفت الانتباه، أو إزعاج الغير، وهناك العطسة القوية أو الصاخبة، وغالباً تكون كذلك نتيجة عدم غلق الفم أو الأنف أثناء العطس، وهناك العطس المتكرر، وهو غالباً استجابة تحسسية أو مرتبطة بالمرض. والأفضل دائماً اتباع «العطس المحترف»، أي العطس بطريقة مهذبة اجتماعياً، وضمن الاشتراطات الصحية. فطبياً، من الأفضل العطس بشكل طبيعي، وبعيداً عن الآخرين، مع تغطية الفم والأنف بمنديل، أو باستخدام الذراع وليس اليد، لمنع نشر العدوى، مع تجنّب كتم الصوت، لأن محاولة كتمه، بقوة، قد تؤدي إلى زيادة الضغط على الشعب الهوائية والرأس، وقد يتسبب في إصابات مثل تمزّق الحلق، وأضرار في طبلة الأذن أو الجيوب الأنفية، وأحياناً حالات أكثر خطورة.
عطس الحساسية، المتكرر، يحدث غالباً من دون حمى، ويرتبط بالكحة، ويزداد عند التعرّض لمسببات معيّنة، ويتكرر يومياً أو في مواسم محددة، خصوصاً في الربيع. وأخطر أنواع العطس المصحوب بالفيروسات، والحساسية، ويتطلب الأمر فهم السبب، ومعالجته، وتجنّب المثيرات، وضرورة استخدام مضادات الهيستامين، والإكثار من السوائل.
تقول الكاتبة كريستينا رايت، في «النيويورك تايمز»، 22 مايو 2024: يحدث العطس عند اندفاع مفاجئ وقوي ولا إرادي للهواء عبر الأنف والفم، ويمكن أن يحدث بسبب مهيجات في الأنف أو الحلق، أو حساسية بيئية، أو التهابات فيروسية في الجهاز التنفسي العلوي، حتى ان بعض الأشخاص يعانون من العطس الضوئي، وهو عطس يحصل استجابةً للضوء الساطع، مثل ضوء الشمس. تُعرف هذه الحالة رسمياً باسم «متلازمة الطفح الجلدي العين شمسي». لكن بغض النظر عن أسباب العطس، فإن الرد المهذب، لدى شعوب عدة، يكون عادةً بقول: «بارك الله فيك» أو Bless you، أو «يرحمك الله»! وعلى عكس ذلك، لا نقول شيئاً عند قيام الجسم بأداء أي من وظائفه الأخرى! فعدم الرد على من عطس يعتبر، في الغرب عموماً، سلوكاً غير لائق. فقول «بارك الله فيك» عادة اجتماعية شائعة، لدرجة أن عدم قوله قد يؤدي إلى صمت محرج وغير مريح، مما قد يفسر لماذا تجلب عطسة واحدة، في الكثير من المجتمعات، العديد من البركات من الأشخاص المحيطين. السؤال هو: لماذا تُعتبر عبارة «بارك الله فيك» هي الرد المعتاد على العطسة؟
على مر التاريخ، وقبل ظهور الطب الحديث في أواخر القرن التاسع عشر، كانت الحياة قصيرة للغاية. وكان متوسط العمر المتوقع عالمياً للمواليد الجدد عام 1900 يبلغ 32 عاماً فقط، في المتوسط. وبحلول عام 2021، تضاعف هذا العدد ليصل إلى 71 عاماً، اتخذ خلالها الموت أشكالاً متعددة، لكن كانت الأمراض المُعدية، بما في ذلك الطاعون والإنفلونزا، تقضي على مجتمعات بأكملها في غضون أشهر. لذا، كانت أي علامة خارجية تدل على الإصابة بالمرض، مثل العطاس، مدعاة للقلق، وبالتالي كان الأمر يتطلب الدعاء بالرحمة لمن عطس. وكل عطسة وأنتم بألف خير.
أحمد الصراف

