هيفاء صفوق
- قد تزهد النفس بالدنيا واحتياجاتها المادية طوعاً رغم توفر كل الإمكانيات المادية، والعلاقات الاجتماعية، والأموال البنكية، والمناصب المهنية، وكل ما يتعلَّق في هذه الحياة وهذا اختيار قد يختاره أحد الأفراد وهي حرية شخصية بحتة حسب ما يؤمن به الفرد.
- استوقفتني عبارة رجل فاضل أن جمال الحب أعمق من الزهد وجعلني ذلك أتأمل بعمق قوة هذه العبارة وكأنها جاءت من عالم أكثر عمق تنضج منه الحكمة والمعرفة والعلم العميق.
- الله عزَّ وجلَّ خلق كل شيء من سماوات وأرضين وشمس وقمر ونجوم وأشجار وطيور وبشر ووفر السبل للمعرفة والتأمل في كل مخلوقات الله وفي أنفسنا وجمال أرواحنا لنكتشف جمال الحب الذي أودعه الله فينا، وعندما تكون النظرة للحياة وكل ما يوجد فيها نظرة حب نستطيع أن نتذوَّق ونستمتع كل نعم الله فيها.
- تحدث البعض عن الفرق بين أن تكون الدنيا بأيدينا وبين أن تكون في قلوبنا، وعندما تكون في أيدينا فنحن نتبع قوانين الله والمسار المضيء الغني بالرحمة والإحسان والعطاء فلا تعلّق ألا بالله، بينما أن تكون الدنيا في قلوبنا فتصبح قادرة علينا ومتحكمة فيصبح المسار خاضع للأهواء والنزاعات والتنافس وصور الأنا المتعددة المتحكمة فينا.
- نجد أن الحب يجعلنا نعيش نعم الله والوفرة التي أوجدها على هذه الأرض، فالحب يجعلنا ننظر لبعضنا باحترام وأننا أفراد ذوو قيمة وأن الإنسان مكرّم أودع الله فيه الكثير من الأسرار والقدرات والهبات في إعمار أنفسنا ومن ثم إعمار الأرض، وفي الحب نتذوَّق خيرات الله دون إسراف ودون ابتذال ودون مبالغة أو فوقية، بل يجذبنا لندخل دائرة الحب فتكتسب النفس التوسع والقدرة على العطاء والغنى الداخلي.
- يعلمنا الحب قوة العطاء وكأنه سماء واسعة لا حدود لها، والأكيد كل واحد فينا اختبر بهجة العطاء فأول من يسعد نحن، انعكاسه قوي على النفس وعائدة سريع جداً وخصوصاً إن كان هذا العطاء مغلفاً بالحب دون انتظار المقابل له، فسبحان من جعل العطاء شفاء للإنسان.
- الحب قادر على أن يذيب الخوف ويتلاشى فلا يسكن هذه النفس مطلقاً وإن كان سيكون تأثيره خفيفاً لا يذكر لأن بالحب تنتهي المعاناة والمقارنة والفوقية وتكبر مساحة الحب لله وهو أعظم حب ومنه نتعلَّم كيف نحب بعضنا ونحترم بعضنا وكيف نتغلب على تقلبات أنفسنا وتقلبات الحياة.
- كما يعلمنا الحب كيف أن نفهم أنفسنا ونكون صادقين معها متقبلين كل ضعفها بعيدين عن جلد الذات واستحقارها، وعندما يكون الحب في قلوبنا سيعلمنا معنى الرحمة والرأفة بها ومن هنا تنطلق هذه الرحمة وهذا الحب للآخرين، سننظر للحياة بنظرة الغنى ونستمتع بكل نعم الله.
إضاءة:
الحب يصنع المعجزات.

