> ماذا يستفيد الفيلم من ملاحقة الكاميرا لشخص (رجل أو امرأة) وهو يمشي؟ لا أتحدث عن لقطة سريعة قد يتم توليفها بين لقطات أخرى لغاية معينة، بل عن تلك الأفلام التي يطلب فيها المخرج من مدير التصوير أن يتبع خطوات شخص يمشي.
> المعمول به الآن هو تصوير الشخص من الخلف وهو يمضي حتى يصل إلى المكان الذي يقصده أو يقطع نصف المسافة على الأقل. ذلك يتطلب وقتاً إضافياً في الفيلم يقضيه المشاهد وهو يتابع ما لا معنى له.
> ضم هذه «الموضة» المنتشرة، خصوصاً في الأفلام غير الروائية إلى مجموعة من «الاستحداثات» التي بدأت مع إنتاج الكاميرات المحمولة قبل أكثر من 20 عاماً. تلك الكاميرا تطوّرت كثيراً منذ اختراعها وأصبحت أخف وزناً، مما يجعل المصوّر مرتاحاً وهو يحملها بين يديه كما لو كان يحمل بطيخة اشتراها وسيعود بها إلى البيت.
> المؤذي هنا هو تهديم أسس معيّنة في مجالات الإخراج والتصوير والتوليف. الكاميرا المحمولة تختزل عمل المونتاج، لكن المونتاج عنصر أساسي في تحقيق فيلم جيد. له دور حيوي في تنفيذ الفيلم بأكمله، ومن دونه يخسر الفيلم عمقاً وفناً.
> المكان الذي يمشي فيه الشخص لا يمكن التقاطه بهذه الطريقة. سواء أكان شارعاً في مدينة أو طريقاً ريفية، فإن ما يخسره الفيلم هو دمج دلالات المكان الاجتماعية، من بين أشياء أخرى.

