جمال الكشكي
المشهد لا يحتمل رفاهية تجريب الفرص أو إضاعة الوقت.. تداخلت أطراف عديدة، عقدت مؤتمرات وقمم، وتم توقيع اتفاقيات، وجرت مفاوضات سرية وعلنية.
هذا الصمود الفلسطيني الأسطوري الذي تحالف معه العالم استطاع أن يصل في نهاية عامين إلى اتفاق وقف إطلاق النار، اللحظة لم تكن سهلة أو يسيرة، بل جاءت بعد مخاض صعب، ومفاوضات شاقة.
ولدى الفلسطينيين تنظيمهم المتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الرسمي والوحيد للشعب الفلسطيني والمعترف بها دولياً، والتي تنوب عنه في توقيع الاتفاقيات الدولية، وهنا يجب أن يتم تجديدها، بكوادر فلسطينية من الداخل والخارج.
نحن إزاء لحظة مفصلية لا تحتاج إلى التطاحن أو الصراع أو الحروب البينية بين مكونات منظمة التحرير الفلسطينية، على أن تفرز هذه المنظمة قيادة تنوب عن الشعب الفلسطيني في الحرب والسلام.
ذريعة تاجرت بها إسرائيل أمام العالم، وهو أيضاً الأمر الذي دعا قوى إقليمية لديها مصالح استراتيجية إلى استغلال قداسة القضية في عرقلة الوصول إلى السلام العادل، وأسهمت في تقسيم الشعب الفلسطيني إلى أكثر من فصيل، وكانت النتيجة أن تهاوت وذابت القضية المركزية، في خضم البحر المتلاطم بالمصالح.

