: آخر تحديث

قيادة اقتصاد العالم

3
4
3

تابعنا الأسبوع الماضي مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار 2025 الذي جمع رؤساء دول وقيادات اقتصادية عالمية وصنّاع قرار ومفكرين في الاقتصاد والتقنية والطاقة والمناخ، في واحدة من أهم المنصات التي ترسم ملامح المستقبل الاقتصادي للعالم من قلب الرياض.

هذا الحضور العالمي شكل فرصة لتبادل التجارب واستكشاف اتجاهات الاستثمار في عالم يتغير بوتيرة سريعة.. وهذا ما تسعى إليه المملكة في صنع الفرص ومشاركتها الجميع، وفتح الأبواب للاستثمارات والعمل على صياغة بيئة اقتصادية عالمية متوازنة، والمبادرة بفتح مسارات النمو في الأسواق الناشئة، وتقديم تجاربها في التحول الاقتصادي لتكون نموذجاً قابلاً للمشاركة والتطبيق في دول عديدة.

في كل نسخة من المؤتمر تتجلى روح المملكة التي تتعامل مع الاقتصاد كقوة ناعمة ومؤثرة، تنطلق من رؤية واضحة تستند إلى التنويع والاستدامة، وتؤمن بأن الازدهار لا يتحقق في حدودها فقط، بل يتسع أثره حين تشارك به العالم.. ولهذا، نجد أن المملكة تتبنى مشروعات واستثمارات تتخطى الأطر المحلية لأنها تنظر إلى المستقبل من زاوية مختلفة، ولا تنتظر التحولات أنما تبادر إلى صنعها.. وهذا ما عكسته الجلسات التي ناقشت مواضيع تتعلق بمستقبل الطاقة، والذكاء الاصطناعي التوليدي، والتحولات التي يشهدها سوق العمل العالمي، كذلك دور الابتكار في صياغة أنماط جديدة للنمو المستدام.. كل ذلك يعكس اهتمام دولة تخطط للمستقبل وتقرأ تحولات الاقتصاد العالمي بعمق، وتعمل على بناء منظومة استثمارية أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع التغيرات العالمية، عبر سياسات مالية متزنة واستراتيجيات تنموية متكاملة.

الاقتصاد العالمي يتغير بشكل مستمر ومواكبة هذا التغير تتطلب وعياً استراتيجياً ورؤية طويلة المدى تقوم على الابتكار والمرونة في السياسات المالية والتجارية، وهذا يجعل التخطيط الاستباقي والقدرة على التكيّف عناصر أساسية في استدامة النمو.. الدول التي تملك أدوات التحليل والاستشراف هي التي تضمن موقعها في المستقبل، عبر بناء اقتصادات قائمة على المعرفة والتقنية والاستثمار في الإنسان بوصفه المحرك الرئيس للتنمية الشاملة.. واليوم المملكة أصبحت وجهة العالم اقتصادياً، لما تمثله من ثقة واستقرار ورؤية تجعلها نقطة التقاء بين الشرق والغرب.. هذه المكانة عززتها مبادراتها ومشروعاتها الكبرى التي أسست لمرحلة جديدة من النمو المستدام، وفتحت آفاقاً واسعة للاستثمار في قطاعات الطاقة والتقنية والسياحة والبنية التحتية، بما يرسخ حضورها في قلب الاقتصاد العالمي.. ولذلك مبادرة مستقبل الاستثمار 2025 امتداداً لهذا التوجه، إذ جمعت العقول والخبراء والمستثمرين لتبادل الرؤى حول فرص الاقتصاد العالمي في العقد القادم، مؤكدة أن المملكة تتحرك وفق رؤية توازن بين الطموح والعمل، وتبني شراكات نوعية تعزز التكامل الاقتصادي الدولي.. هذا الحراك يعكس إدراكاً عميقاً لدور المملكة في قيادة التحول العالمي نحو اقتصاد أكثر استدامة وتنوعاً وتعاوناً.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد