: آخر تحديث

في موضوع «الواقعية»

1
2
2

> السؤال هو: هل يمكن أن يكون الفيلم واقعياً بالفعل من حيث انتماء أسلوب عمله إلى واقعٍ ما؟

> الجواب السريع (وليس السهل بالضرورة): لا. المعنى المقصود بالواقعية في السينما أن تكون الكاميرا قريبة من الحدث والشارع، وأن تكون طبيعية في تصويرهما، وأن يخلو الفيلم من الفانتازيا والخيال والأحداث التي تتجاوز الواقع. ثم ألّا يتصرّف الممثلون فيه كما يتصرّفون في غيره من الأنواع، بل يتعاملون مع شخصياتهم كما لو كانت حقيقية.

> يبدو أن هذه الشروط كافية، لأنه طالما أن هناك من يتدخل لإدارة الممثلين، وطالما أن هناك سيناريو وتصويراً وإخراجاً وإعادة صياغة للأجواء تبعاً للدراما، فإن هذا يدفع بالواقعية بعيداً.

فإذا أُضيفت الموسيقى، مثلاً، فإن الأمر يصبح عبثيّاً، لأن لا مؤثرات موسيقية عندما نمشي أو نأكل أو عندما نفرح أو نحزن.

> كذلك، بات وصف الفيلم التسجيلي بأنه أقرب إلى الواقع من الفيلم الروائي خلطاً غير صحيح. فهذه الأيام، أكثر مما مضى، يجري ترتيب ما يصوّره الفيلم «التسجيلي» مسبقاً. يطلب المخرج من الشخصية الماثلة أن تفتح الباب وتدخل حيث الكاميرا بانتظارها، أو أن تنشر الغسيل، أو تجلس لتأكل... كل هذا ترتيب مسبق يتعارض مع نقل الواقع.

> ما يصح قوله هو أن هناك أسلوباً واقعياً، لكن لا شيء واقعي فعلياً.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد