سهوب بغدادي
فيما تشهد مملكتنا الحبيبة -أدام الله أمنها وعزها- ازدهارًا ملحوظًا في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية وغيرها من المجالات الحيوية التي جعلت من المملكة وجهة لامعة للعالم أجمع على اختلاف أهدافهم، إذ لمسنا الفارق في رغبة السياح والطلاب الأجانب في تعلم اللغة العربية بل يعمد بعضهم إلى تعلم اللهجة المحلية بغية الحصول على تجربة أكثر عمقًا ولكي ينخرط بشكل أكبر في أوساط المجتمع، في هذا السياق، لماذا لا يكون لدينا اختبار معياري لقياس كفاءة الفرد في اللغة العربية؟ ويشتمل على المهارات الأساسية: القراءة، والكتابة، والاستماع، والتحدث، ويعنى بهذا الاختبار الجهات المعنية والمؤسسات الفعالة في هذا النطاق، على سبيل المثال مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الذي يقدم بدوره جهودًا ملموسة ونوعية فيما يتعلق بتعليم اللغة العربية عبر مختلف البرامج التعليمية والمبادرات في الداخل والخارج التي تخدم الطلاب والمعلمين وغيرهم من الفئات، حيث يقدم اختبار «همزة» الأكاديمي ذات المفهوم ضمن مبادرات المجمع، ويعد اختبار كفايات للغة العربية للناطقين بغيرها لأغراض أكاديمية - على أعلى المعايير، وفقًا للإطار الأوروبي المشترك للغات (Common European Framework of Reference for Languages (CEFR.
في الوقت الذي تفرض دول عديدة على الطلاب والعاملين بها وغيرهم من الفئات الخضوع لاختبارات لغوية مماثلة على سبيل المثال لا الحصر: توفل وأيلتس للغة الإنجليزية، وديلف ودالف للغة الفرنسية، كذلك داف للغة الألمانية، فالمفهوم متواجد في تلك الدول، بالإضافة إلى شعبية البرامج الأكاديمية في مختلف الجامعات السعودية التي تعلم اللغة العربية كلغة ثانية وتمنح لطلابها الدرجات العلمية، إن المبدأ جميل، باعتبار أن اللغة العربية تمتلك مكانة استثنائية من بين لغات العالم، فسيبقى الطلب متزايدًا على تعلمها، باعتبار أنها لغة القرآن والأجمل أن بلاد الحرمين مهد الإسلام مما يتماشى مع الأهداف المنوطة بهذا الاختبار، أما ما يتعلق بالمسمى فيكون على نهج الاختبارات المتعارف عليها، كالتوفل والأيلتس TOAFL / IALTS، حيث نستعيض عن حرف E الخاص باللغة الإنجليزية بحرف العربية A والخيارات عديدة ومتاحة، والأهم من هذا أن أدوات الذكاء الاصطناعي واللغويات الحاسوبية متوافرة في المؤسسات التي تعنى باللغة العربية بهدف إحلالها على الوجه الأمثل.

