ناهد الأغا
شاءت الظروف أن تمنعني من حضور مسيرة افتتاح موسم الرياض 2025، التي أبهرت العالم بعروضها الاستثنائية، لكنني تابعت الحدث بشغف عبر الشاشات وأنا أعيش كل لحظة وكأنني هناك، وسط الألوان، والأصوات، والدهشة التي تخطف الأنفاس.
الرياض الحبيبة تتلألأ..
تفتح قلبها للدهشة، وتستقبل موسمها الجديد بفرح يليق بمكانتها كعاصمة للبهجة والإبهار من بين «المملكة أرينا» و»بوليفارد وورلد»، انطلقت المسيرة الكبرى لموسم الرياض 2025 محمولة على أجنحة الموسيقى والألوان والعروض العالمية، لتشكل مشهدًا يختصر معنى الترفيه والإبداع في وطن السعادة.
بالونات عملاقة جاءت من نيويورك ترتفع ببطء، تحمل وجوهًا وأيقونات شهيرة تبتسم وسط جماهير تنتظر، وقلوب تخفق بالحماس، تتراقص مع الريح، تغني بألوانها وموسيقاها، ومئات الأيادي تحركها، تنسج كل حركة بتناسق فني يدهش العيون، ويعلّم كل قلب أن الدهشة ليست لحظة عابرة، بل رؤية كاملة للحياة.
إنها لحظة تتجاوز حدود الاحتفال لتصبح تجربة عميقة.. لحظة تُترجم رؤية المملكة في جعل الرياض عاصمة العالم الترفيهي، ووجهة تجمع بين الأصالة والحداثة، وبين الإبداع المحلي والبصمة العالمية.
المشهد يفيض بالدفء
أشاهد الناس وهم يرفعون هواتفهم لتوثيق اللحظة، وقلبي يركض مع الحشود الذين جاؤوا من كل حدب وصوب ليشاهدوا المدينة وهي تعيش الفرح.
أغلق عيني للحظة، وأسمح لنفسي بالعيش الكامل لأشارك الجميع نفس الاندفاع، نفس الإبهار، نفس الحب.
الفرح هنا لا يحتاج إلى لمس فعلي..
فحتى خلف الشاشات تصلني همسات السعادة..
إنها نقلة نوعية في تاريخ الترفيه، حيث تتسع المساحات للجمال وتتفتح أبواب الفرح على أحد عشر عالمًا ترفيهيًا ينبض بالحياة.
خمس عشرة بطولة عالمية، وأربعة وثلاثون معرضًا ومهرجانًا، تجمع الإبداع من كل زاوية، بمشاركة أكثر من 2100 شركة، 95 منها محلية.
إنها ولادة جديدة لفكرة الوطن الحديث، حيث تتقاطع الإبداعات المحلية مع العالمية.
وهكذا تتحول الفعاليات إلى أساطير، تسكن ذاكرة الحاضرين، وتنتقل بين الأجيال، وتظل الرياض حاملة سرها الجميل، الرياض التي جعلت الابتسامة لغة يتحدثها كل سعودي، وكل زائر، وكل مقيم في قلب كل تلك التفاصيل، تتجلّى جهود الدولة التي آمنت بأن الفرح حق، وأن السعادة وطن، وأن الاستثمار في لحظة بهجة يوازي بناء مدينة.
جزيل الشكر والامتنان للقيادة الحكيمة، ولمعالي المستشار تركي آل الشيخ، ولكل من ساهم في صناعة الفرح، صغيرًا كان أم كبيرًا، من الفكرة التي وُلدت في العقل إلى اليد التي نفّذت، ومن المبدع الذي أبدع، إلى كل عامل حمل المسؤولية بكل إخلاص، إلى كل من رفع الأضواء ونظّم التفاصيل، ومنح الأطفال والشباب والكبار لحظة سحرية لا تُنسى، ومن تعب في الظل ليكتمل المشهد، لكم الشكر الذي لا يُقاس بالكلمات، والامتنان الذي يملأ القلب والفكر والروح.
هي الرياض، تكتب بلغة الضوء عبارة واحدة:
«الرياض.. قلب الفرح».