: آخر تحديث

الملك لير يحيى الفخراني

1
1
1

قصدتُ أن أنسب الملك لير ليحيى الفخراني؛ لأنه بقدرته العجيبة في تجسيد الشخصيات استطاع أن يقدم شخصية الملك لير بل والمسرحية بأكملها كما يجب للشخصيات أن تجسد وللمسرح أن يكون.

سأخبركم لمَ أنا مبهورة بما صنعه الرائع يحيى الفخراني حين قام بتقديم هذه المسرحية، المسرحية التي يتم تقديمها حالياً في المسرح القومي بالقاهرة، والتي بدأ عرضها في شهر يوليو، والتي ظللت أنا وأختي نحاول الحصول على تذكرتها، ويخبرنا الموقع الإلكتروني أنها نفدت مراراً وتكراراً، حتى قررنا في يوم أن نذهب إلى المسرح على أمل أن نشتريها من هناك، ورجعنا صفر الأيدي حين أخبرونا أن الشراء مقتصر على الموقع فقط، وما كنت سأستسلم خصوصًا وأنني كنت أريد مشاهدتها منذ حضر الفخراني إلى جدة وعرض المسرحية فيها، وأيضاً لم أوفق في الحصول على تذكرة وكانت دائمًا كاملة العدد. وأخيرًا، استطعنا الحصول على تذكرتين في آخر صف من المسرح في شهر أكتوبر، وكنا سعيدتين بدرجة مذهلة، أحكي لكم هذه الحكاية لأنني متأكدة أننا لسنا الوحيدتين الذين كنا نبحث عن التذاكر بهذا الإصرار.

أقصد بهذا الجمال الذي صنعه يحيى الفخراني حين قدم مسرحية تراجيدية لشكسبير باللغة الفصحى على المسرح القومي، إنه يعرف أن الناس تحبه، ويعرف أنهم سيأتون لمشاهدته، فاستغل هذه الشهرة وهذا الحب المتبادل بينه وبين الناس ليغريهم لمشاهدة مسرحية من النوع الثقيل، مسرحية سلمها لمخرج عبقري استطاع أن يوظف كل قدرات المسرح من ممثلين وديكور وإضاءة وموسيقى وعروض حركية وبصرية كي نشاهد في النهاية مسرحية غاية في الإبداع وقمة في الإمتاع، مسرحية تمضي في مشاهدتها أكثر من ثلاث ساعات دون أن تصيبك لحظة ملل.

كان من المذهل والممتع معًا الاستماع إلى لغة فصيحة يتحدثها جميع الممثلين ببراعة تامة، وسلاسة تامة، إلى درجة أنك تنسى أنهم يتحدثون الفصحى، اعتمد النص على ترجمة د. فاطمة موسى لمسرحية شكسبير المعروفة، ولا أعرف إذا كان قد تم تغيير أو تطويع بعض العبارات لتناسب العرض، ما أعرفه هو ما قلته عن الأداء الرائع الذي جعلنا نشعر بحلاوة الكلمات، وهو في النهاية شكسبير حتى لو كان مترجمًا، لكن الترجمة أيضًا فن، وربما هذا ما جعل الفنان يحيى الفخراني يعتمد هذه الترجمة في كل مرة قدم فيها هذه المسرحية، وهي بالمناسبة مرات عديدة في أزمنة مختلفة وأمكنة مختلفة، ومع ممثلين مختلفين، إلى هذه الدرجة تعلق يحيى الفخراني بالملك لير، وهذا يعيدني إلى العنوان وسبب نسبتي الملك لير ليحيى الفخراني.

لو حدث وكنتم في القاهرة اذهبوا واستمتعوا بفن راق وعميق وقريب، وأرجو لكم حظًا وفيرًا يمكنكم من الحصول على التذكرة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد