عبده الأسمري
يأتي «المعروف» عنواناً يجسد معاني «النبل» في النفس والتي تكبر في مساحة «الإنسانية» البيضاء المعطرة بحقائق «العون» والمسطرة بطرائق «الغوث» وسط حياة فاصلة ما بين حد العيش والرحيل.
من عمق «المعروف» تتجلى أسمى مقومات «الأخلاق» وتعلو أبهى مقامات «الحسنى» في «سياقات» حياتية متباينة تصنع للإنسان «مكانة» في قلب «الأثر» وتمنح للسلوك «وسماً» في قالب «التأثير».
للمعروف أسس وأركان وأصول تبنى عليها صروح «الفضائل» على أرض خصبة من «المكارم» التي تسهم في تردد «صدى» الأفعال في فضاءات «اليقين» من خلال أثر يظل محفوراً في صفحات «الذاكرة» المشرقة العصية على «النسيان».
يرتبط المعروف بقيمة «الإنسان» وكم هي «النماذج» التي تحلت بهذه السمة العظيمة وظل ذكرها ساطعاً في آفاق «الاستذكار» من عمق القول إلى أفق الفعل ومن منطلق السلوك إلى هدف «المسلك».
يعيش أصحاب «المعروف» تحت ظلال «صحة نفسية» مكتملة الجوانب فلديهم «مناعة» ضد الحسد ووقاية من «الحقد» ويملكون مخزوناً وافراً من «الإيثار» يجعلهم في حالة مستديمة من «الصفاء الذهني» وينعمون بصفات حميدة تمنحهم بهجة دائمة قوامها «الوفاء الذاتي» مما يمكنهم من العيش بارتياح فريد مقامه نفع الناس وقوامه حب الخير وهدفه حصد الأثر.
للمعروف أبعاد مضيئة تعكس بهاء «الفطرة» وتسهم في رأب «صدوع» المتاعب واتجاهات ساطعة توظف سخاء «الوقفة» وتسخر السائرين على دروب «الفضل» في تكريس «مناهج» من الوفاء للماكثين في مدارات «المصاعب» وصولاً إلى مد جسور «الإعانة» بعطاء «الأيادي» ودعوات «الغيب» وواجبات «العون» في تلاحم يؤصل المعني الأصيل للإنسانية التي تتشكل في «أصول» من العطف والرحمة و»فصول» من النبل والمروءة.
للمعروف «منهجية» فاخرة تعتمد على «صفاء» النوايا وتتعامد على سخاء «العطايا» ضمن منظومة من «الصفات» التي تتكامل في مضامين من الوقفات الصادقة التي تمسح دموع اليتيم وتبهج نفس المكلوم وتزيل غمة المحزون وتسكب على «أسارير» النفس صيباً نافعاً من السلوان وتمطر على «الأنفس» المتألمة غيثاً شافعاً من الاطمئنان.
يجب أن يكون المعروف على رأس مناهج «التوجيه» الأسري وعلى هرم «منهجيات» النصح العائلي من خلال توريث مبادئه وأصوله وفصوله على الأجيال وتحويله إلى «عنوان» عريض للاقتداء و»ميدان» واسع للاحتذاء مع التثقيف والتوعية وتوظيف عنصر «الثواب» في اتجاهات «الوعي» وتأصيل «المفهوم» في أعماق «القادمين» على أجنحة «التجارب» حتى تعم الفوائد وتنتشر العوائد الكفيلة بتخريج «نماذج» اجتماعية تسهم في بناء «لبنات» مجتمع صالح ومتماسك يستشعر آلام الآخرين ويبادر في تفقد أحوال «الغير» ويعطي للحياة معاني مبهجة من السمو الأخلاقي والرقي البشري.
وحتى يشيع «المعروف» وينتشر بين «الخلائق» علينا أن ننمي ثقافة «العرفان» التي تسهم في خلق «أجواء» من «حسن الخلق» وتوظيف «أبعاد» من «محاسن الصفات» التي ترسم الوجه المشرق للإنسان وتنمي في متون «التعامل» معاني الوفاء وتؤصل في أعماق «المواقف» معالم «الوقفات» وتهدي للعابرين على دروب «التجارب» منهجيات فاخرة من الضياء الأخلاقي والإمضاء الإنساني الذي يشكل دهرين من «العطاء» أحدهما للسواء والآخر للاهتداء.