: آخر تحديث

حين يمشي الوهم على قدمين

3
3
2

أحمد برقاوي

نعرف الوهم بأنه كل وعي متناقض مع الواقع الموضوعي العقلي ومع العقل الواقعي، والإيمان بكل ما يتناقض مع قول في الحقيقة والحقيقي. الوهم هو دائماً متعين بحامليه وبالمنتقدين به، ولكن على أنه حقيقة.

تظل خطورة الوهم المتعين بالفرد العادي قابعة في عالم الفرد ولا تتعدى حدود الفعل الصادر عن وهمه عالمه الضيق، فالذي يعتقد اعتقاداً جازماً بأن منزله مسكون بالأشباح لا يتجاوز خطر هذا الاعتقاد الوهمي عالمه الضيق، عن هذا الوهم لا أتحدث.

تبرز خطورة الوهم إذا تحول إلى عقلية جماعية تسعى عبر العنف لجعل الوهم نمط وجود، وسلطة كلية تخضع الحياة، لأن في هذا إعلان موت الحياة.

إن الوهم وقد تحصن في عقل سياسي تحول إلى مقبرة بشرية، حيث يحاول العدم الذي امتلأ بكل أسباب الوجود الزائف أن ينتصر على منطق الحياة والأشياء في وجودها الأصيل.

قلنا إن أخطر وهم هو الوهم السياسي، لأنه ذو آثار كارثية على صاحب الوهم وعلى الآخرين الذين يتعلق بهم أثر الوهم. ما ماهية الوهم السياسي الخطير؟ الوهم السياسي الخطير هو نكران الممكن الواقعي لدى الواهم، أو الممكن الواقعي المتعلق بالآخرين والتعويل على تحقيق ما هو مستحيل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد