علي الخزيم
- إجراء يؤكد حرص الجهات المسؤولة بالمملكة عن أمن الفضاء الرقمي وأمن المعلومات؛ وحماية النشء من سلبيات المحتويات المُخلّة بالآداب العامة؛ والمنافية للمُثُل العربية الإسلامية: فقد تم التعاون والاتفاق بين هيئة تنظيم الإعلام السعودية وشركة (روبلوكس Roblox) العالمية لحجب مئات الآلاف من (ألعاب التجمعات الاجتماعية) واتخاذها خطوات جديدة لتعزيز بيئة آمنة وإيجابية لمستخدمي منصتها داخل المملكة، حيث إن شبكة الألعاب الاجتماعية هذه تتيح للمستخدمين التواصل مع الغرباء داخل المجتمع العالمي، وكذلك مع الأشخاص الذين يعرفونهم بالحياة الواقعية.
- وتضمن البيان المنشور بهذا الشأن أن الشركة قد قررت إيقاف بعض أدوات التواصل مثل (الدردشة داخل التجربة) للمستخدمين بالمملكة كافة إلى أن تستكمل الشركة استثماراتها بتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة وتوظيف مشرفين محليين ناطقين باللغة العربية لدعم عمليات المراجعة والإشراف على المحتوى، كما أكدت (روبلوكس) إن هذه التحديثات تأتي في إطار التزامها بالعمل الإيجابي المشترك مع هيئة تنظيم الإعلام السعودية؛ ولتطوير منصة تراعي خصوصية وثقافة المجتمع السعودي.
- ولا يستغرب اتخاذ مثل هذه الإجراءات والخطوات من الدوائر المختصة بالمملكة بتوجيه من القيادة الرشيدة -أيدها الله سبحانه- بإطار من حرصها على سلامة ونقاء المحتويات الرقمية من كل ما يُعكّر صفاء أي ينبوع معرفي ثقافي تستقي منه الأجيال معلوماتها كرافد من روافد المعرفة العالمية؛ فما يناسب بيئة اجتماعية قد لا يناسب بالضرورة مجتمعًا آخر، فالمفاهيم والثوابت الدينية والثقافية تتباين بين المجتمعات؛ وهذا ما يميز مجتمعنا (السعودي العربي المسلم) وأمثاله من المجتمعات مِمَّا يجعلها حَذِرة من كل ما يُكدر نقاءها الديني المعرفي؛ وتتمسك بثوابتها العريقة من العادات السامية والسجايا الحميدة؛ فتحرص على قوة ونزاهة أمن التواصل الرقمي بأجوائها.
- ومن المعايير والإيجابيات المستهدفة من مثل هذا الإجراء بما فيه من تعطيل مؤقت لخدمات المحادثات الصوتية والكتابية من جانب الشركة المعنية بهذا الموضوع خاصة: هو الإحاطة ومراقبة المحتوى لحماية الفئات العمرية الأصغر كالأطفال والناشئة و(المراهقين عمرًا أو تفكيرًا) ولا أقول (فِكرًا) فذو الفكر الناضج والعقل الراسخ ينأى بطبعه ومَلَكَاته الفكرية عَمَّا يُخِل بتركيبته الثقافية وتحصيله المعرفي وتطلعاته الراقية التي تبعده عن مواطن الشبهات وتوافه الأمور وحُثالة المعرفة السامجة الرديئة، كما تهدف الإجراءات المشكورة لمنع التحرش الرقمي ومحاولات استغلال غفلة وسذاجة بعض المراهقين من الجنسين، وهو ما يتناغم مع قِيمنا وثوابتنا الدينية والاجتماعية.
- وبالمناسبة: فإن أمن المعلومات؛ والأمن السّيبراني (حماية الشبكات وأنظمة تقنية المعلومات) يُعَد من الأمور الحيوية في عصر التقنية الحديث؛ ولا سيما أن بعض المؤسسات والشركات قد تواجه تحديات متزايدة لحماية بياناتها ومعلوماتها من أي تهديد إلكتروني ومن جرائم الإنترنت التي تتطور باطراد ملحوظ، وهنا بالمملكة العربية السعودية فإن (الهيئة الوطنية للأمن السيبراني) هي الجهة المختصة والمرجع الوطني بهذا الشأن الحيوي، وتهدف باستمرار لتعزيز حماية المصالح الحيوية للدولة وأمنها الوطني والبنَى التحتية الحساسة والقطاعات ذات الأولوية والخدمات والأنشطة الحكومية، ويجب أن ندرك أننا جميعًا - مواطنين ومقيمين ومؤسسات عامة وخاصة - مسؤولون عن حماية فضائنا الرقمي ليستمر آمنًا موثوقًا.