: آخر تحديث

الشك الممنهج

3
3
2

عبد الله سليمان الطليان

الشك الممنهج مثار آراء وأطروحات ونقاشات حتى وقتنا الحاضر، عند الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت وهو منهج فكري يهدف إلى الوصول إلى الحقيقة اليقينية عن طريق الشك في كل ما يمكن الشك فيه، وليس الشك لذاته، هنا يهمنا الجانب العلمي فقط الذي استفاد من العلم الحديث كثيراً، وليس في المعتقدات الغيبية التي تدور في حوارات شكية سفسطائية عقيمة.

وسوف أذكر جانباً من هذه الاستفادة يقول أحد الأطباء الأميركيين المرموقين من خلال عملي وأثناء البحث والتجارب الطبية كان الشك هو الذي يدفعني للوصول الحقيقة اليقينية، فكلما اطلعت على أبحاث وتجارب غيري من الأطباء، كان الاقتناع والتسليم لهذه التجارب والأبحاث بعيداً عن إقناعي والشك يلازمني دائماً، الذي قادني إلى اكتشاف المزيد والمزيد في مجال عملي الطبي الذي اعتبر تحقيق إنجاز فيه قمة سعادتي.

ولقد استفدت أنا كثيراً من هذا الشك الممنهج في أثناء اطلاعي وقراءتي للوصول لراسخة المعلومة، والتي ساعد في هذا إرشاد بعض المؤلفين أصحاب خبرة ودراية بعلمهم بحق، فعندما اطلع مثال ذلك في التاريخ أو الأدب نجد أحد هؤلاء المؤلفين المعتبرين يشير إلى معلومة أو رأي في كتاب ليس من تأليفه ويعلِّق على ذلك، وهكذا عند البقية، أحياناً يمكن أن يطفئ التعليق جذوة الشك لديك إلى حد ما، وذلك أن المؤلفين ليسوا يصلون الحد الكمال الفكري، فلديهم نوازع وعواطف ومشاعر نفسية مؤثِّرة، وخاصة مع التعامل مع الأطروحات والآراء الغيبية بعكس التجربة العلمية المادية المحسوسة، فهي لا تخضع لهذا المؤثِّرات النفسية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد