: آخر تحديث

المشروع السعودي المتجدد

2
2
2

اليوم الوطني محطة للتأمل في مشروع عظيم يمتد لثلاثة قرون.. مشروع يتجاوز معجزة التوحيد الجغرافي إلى صناعة وحدة اجتماعية استثنائية صهرت الجميع بمشاربهم واختلافاتهم في هوية واحدة.. مشروع سياسي واجتماعي طويل، تأسس على العدل، وعلى الوفاء والولاء، حتى بات إطارًا استثنائيًا ضاربًا في الأصالة، قويًا في الحضور، متحفزًا للمستقبل.

وقد شكّلت القيادة السعودية، عبر مراحلها المختلفة، جوهر المشروع المتجدد؛ قيادة حملت هموم الأمة، وأدارت بحكمة تحديات الداخل والخارج، ورسخت معاني العدل والاستقرار.. كما مكّن الموقع الاستراتيجي للمملكة أن تكون قلب العالمين العربي والإسلامي، وملتقى للطاقة والحضارات، وبوابة أساسية للتوازنات الدولية.. وعلى أرضها الحرمين الشريفين، قبلة المسلمين، ومهوى أفئدتهم، وما يعنيه ذلك من مسؤولية مضاعفة تحملها رسالة إنسانية تتجاوز حدود الجغرافيا وتمنحها مكانة تفرض حضورها في كل فعل دولي معني بالأمن والسلام.

واليوم يتجسد نموذج القيادة الملهمة والمتجددة التي لا تكتفي بصيانة الماضي، بل تبني المستقبل برؤية جريئة، تجعل من الطموح واقعًا، ومن الممكن منجزًا حاضرًا؛ إذ لم تتوقف المملكة عند مرحلة التأسيس والبناء، بل واصلت مشروعها بإصرار يحافظ على المكتسبات ويواكب المتغيرات؛ حتى بلغ المشروع ذروته مع رؤية 2030 التي لم تعد مجرد وثيقة مستقبلية، بل واقعًا ملموسًا يعيشه المواطن والمقيم والزائر والمراقب على حد سواء.. واقع يمنح المواطن مساحة أكبر للمشاركة في صناعة الحاضر وبناء الغد.

وإذا كان الشباب يشكلون ما يقارب 70 % من المجتمع السعودي، فإنهم اليوم ليسوا مجرد رقم ديموغرافي، بل طاقة وطنية فاعلة وممكنة؛ فهم شركاء في مشروع التنمية، ومؤسسو الغد الذي بات يتسع لطموحاتهم، ليجدوا أمامهم أبواب الابتكار والعمل، والثقة ليكونوا في صدارة المشهد، ويساهموا في رسم صورة الوطن الجديدة، بما يعكس حيوية المجتمع السعودي وقدرته على مواكبة التحولات.

إن اليوم الوطني ليس مجرد مناسبة للاحتفاء بالوحدة، بل هو تذكير أن الدولة السعودية مشروع متجدد، أثبت أنه قادر على التكيف مع المتغيرات، دون أن يتخلى عن ثوابته أو يساوم على هويته.. وإنه مشروع يستند إلى جذور ضاربة في التاريخ، مشغول بالمستقبل واستحقاقاته.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد