: آخر تحديث

إنزاغي.. مذنب أم ضحية؟!

2
2
2

قد يكون الإيطالي سيميوني إنزاغي مسؤولًا بشكلٍ كبير عما حدث للهلال أمام الأهلي في الشوط الثاني؛ لكن هل من الممكن أن نبسط الأمور لدرجة تحميله مسؤولية ما يحدث للهلال منذ سنوات في تراجع جودة اللاعب المحلي في الدكة الزرقاء؟! وعن مخرجات الفئات السنية التي شاهد المشجع الهلالي آخر إبداعاتها قبل أسبوع أمام الجبلين في بطولة النخبة تحت 21 سنة؟! وهل هو مسؤول عن اختيار البرازيلي كايو واستمراره كلاعب مواليد؟! وعن استمرار لودي وعدم القدرة على تصريفه؟! وعن اضطراره لطلب حارس أجنبي مواليد لتعويض غياب بونو المتوقع في ظل وجود الربيعي الذي استقطبه المسؤول الإداري ووقع معه عقدًا براتب سنوي قدره 8 ملايين ريال؟! وهل هو المسؤول عن المخاطرة باختياره هو كمدرب للفريق بعقد طويل وباهظ في ظل معرفة الجميع بطريقته التي لم يعهدها الهلال ولم يعتادها في تاريخه؟! وهل هو المسؤول عن عدم توفر الأدوات والعناصر التي تكفل بتسريع وتأمين نجاح طريقته بعد التعاقد معه؟!.

  إنزاغي في الشوط الأول أمام الأهلي استطاع أن يحقق أكثر بكثير من المأمول، وخرج بثلاثية نظيفة كانت قابلة للمضاعفة لو وفق هجوم الهلال في استثمار كم الفرص التي تهيأت للفريق؛ لكنه حين اضطرته ظروف المباراة بدءًا من إصابة مالكوم للاستعانة بالدكة بدأت المعاناة، وتنفس يايسله ولاعبوه الصعداء، واجتمع على الهلال ضعف الدكة وضعف القرار الفني، فتحول يايسله الذي تلاعب به إنزاغي في الشوط الأول إلى بطل قومي في الشوط الثاني مع أنَّه ترك كل العمل للظروف ولإنزاغي، وظفر الأهلي بتعادل تاريخي كان يمكن أن يتحول إلى خسارة هلالية لا تغادر الذاكرة الزرقاء أبدًا!.

ماحدث للهلال أمام الأهلي يتحمل إنزاغي جزءًا كبيرًا منه؛ لكن ما يحدث للهلال الآن، وما يحدث له منذ سنوات ليس مسؤولية هذا الإيطالي الذي استلم الهلال قبل كأس العالم بأيام!.

  استمرار لاعبين أجانب مثل كايو ولودي والمعطوب كانسيلو وعدم القدرة على تصريفهم ليس مسؤولية إنزاغي، واستمرار المواهب المدفونة للأبد محمد القحطاني وعبدالله رديف، واللاعب الشاب المجتهد محمد كنو الذي لا يزال يبحث منذ 10 مواسم عن الفرصة ليس مسؤولية إنزاغي، وعدم القدرة على التعامل مع ملف مصعب الجوير واحتوائه والمحافظة عليه ليس مسؤولية إنزاغي، والتعاقد مع لاعبين من نوعية دارسي والربيعي ليس مسؤولية إنزاغي، الفرجة على خيسوس وهو ينهي متروفيتش الموسم الماضي ويحرمك من مهاجم لا يعوض بسهولة ليس مسؤولية إنزاغي، وحال الفئات السنية الكارثي وعدم قدرتها على تقديم خيارات مقبولة للدكة الهلالية -على الأقل- ليس مسؤولية إنزاغي!.

  مشاكل الهلال أكبر من إنزاغي، وحلولها الحقيقية لن تبدأ من تغيير المدرب؛ بل من تغيير جذري وسريع للإدارة الرياضية في الهلال، وهنا تظهر مجددًا علامات الاستفهام حول ملف المدير الرياضي الذي لفه الصمت فجأة، وطاله التأجيل أكثر من مرة!.

  أمَّا الحلول السريعة الآنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من موسم الهلال فتكمن في تحرك إداري سريع لضم ليوناردو لقائمة الدوري قبل إغلاق القائمة اليوم، وترحيل كانسيلو للآسيوية، والاستفادة من البطاقة المتبقية من أجانب تحت 21 في صفقة نوعية في مركز احتياج هجومي في ظل إصابة مالكوم، وتدهور حالة سالم الفنية، وفي ظل هذا الاكتظاظ العناصري الدفاعي في قائمة الفريق، والحضور بقوة وبجرأة وسخاء أكبر في الميركاتو الشتوي محليًا وأجنبيًا لعلاج ما يمكن علاجه، وتحقيق ما يمكن تحقيقه لإنقاذ الهلال من موسم كارثي وصفري بات منتظرًا!.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد