عبدالله خلف
كان يُقال: اصحب مَن إن صحبته زانك، وإن خدمته صانك، وإن رأى منك سقطة سترها، ومَن إن قلت صدّقك، وإن أصبت سدّد صوابك.
ورُوي عن عمر بن عبدالعزيز، وهو يقول الشعر ومُقلّ فيه:
إني لأمنح من يواصلني
مني صفاءً ليس بالمذق
وإذا أخٌ لي حال عن خُلق
داويت منه ذاك بالرفق
ومثله قول زهير بن أبي سُلمى:
وما بك من خيرٍ أتوه فإنما
توارثه آباء آبائهم قَبْلُ
وقال آخر:
أخوك الذي لا يُنْقضُ الدهرَ عهدُه
ولا عند صرف الدهر يزورّ جانبه
إذا كنت في كل الأمور معاتباً
صديقك، لم تلق الذي لا تُعاتبه
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى
ظمئت.. وأي الناس تصفُو مشاربه؟!
وقال آخر:
ومن لا يُغمض عينه عن صديقه
وعن بعض ما فيه، يمت وهو عاتبُ
ومن يتتبع جاهداً كل عثرة
يجدها، ولا يسلم لهُ الدهر صاحبُ
وروي عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال أَحبُّ إخواني إليّ، أخ إن غبت عنه عذرني، وإن جئته قبلني.
وقيل لخالد بن صفوان، أي إخوانك أوجب إليك عقّاً: فقال الذي يَسُدُّ خلتي، ويغفر زلتي، ويُقيل عثرتي.
وقال مُطيع بن إياس:
إنما صاحبي الذي يغفرُ الذ
نب ويكفيه من أخيه أقله
سئل أحد الحكماء: أي الكنوز خير؟ فقال: أما بعد تقوى الله، الأخ الصالح.