: آخر تحديث

ماذا بعد القمة؟

3
3
3

جمال الكشكي

القمة العربية الإسلامية التي عقدت يوم الاثنين الماضي، في العاصمة القطرية الدوحة، تحدثت بوضوح عن الأخطار التي تحاصر خرائط المنطقة والإقليم، وأكدت أن الحالة الضبابية التي تعيشها المنطقة تحجب الرؤية.

يوم التاسع من سبتمبر 2025، يوم العدوان الإسرائيلي على قطر، يعد يوماً خطيراً يضاف إلى الأيام التي غيّرت العالم، ولذا لم يعد الصمت ممكناً على هذا العدوان الذي طال دولة خليجية للمرة الأولى في التاريخ، ما يفتح الباب للفوضى والغطرسة وما يسمى سلام القوة الخطير الذي بات يهدد الإقليم العربي، ويتوسع إلى تهديد الاستقرار العالمي، ويجعل من المنطقة ساحة تنطلق منها بذور الحرب العالمية الثالثة.

وقد اعترف بنيامين نتانياهو بوظيفة إسرائيل الحقيقية، حين قال إننا نشبه إسبرطة القديمة، وبذلك يكشف عن الدور، حيث إن إسبرطة كانت بمثابة معسكر جنود وسلاح تقاتل أثينا المتمدنة والمتحضرة.

هذا التطرف يفضي إلى توسيع دائرة التدمير في الشرق الأوسط، وكان الاعتداء على الشقيقة قطر بمثابة إشارة كبرى لهذه الأخطار، فللمرة الأولى منذ اندلاع الصراع العربي - الإسرائيلي قبل ثمانين عاماً، ترتكب إسرائيل عدواناً على دولة خليجية.

جاءت رسائل القمة لتؤكد أن العدوان الذي طال الأجواء والأراضي القطرية سابقة خطيرة وانتهاك جسيم للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ما يجعل المسألة ليست قطرية فقط، إنما قضية تمسّ الأمن القومي العربي والإسلامي، وأن الممارسات الإسرائيلية تجاوزت كل الخطوط الحمراء.

اللافت للنظر أيضاً، أن أوراق القمة أكدت أهمية بلورة إطار عربي - إسلامي للتعاون والأمن الإقليمي، استناداً إلى القرار العربي الأخير حول الرؤية المشتركة للأمن والتعاون، منعاً لفرض ترتيبات إقليمية أحادية الجانب.

تباينت كلمات القادة والزعماء والرؤساء، لكن يظل القاسم المشترك والحقيقة الثابتة والسؤال المركزي هو: ماذا بعد القمة؟ في الحقيقة أرى أن التماسك العربي ووحدة الرؤية والموقف، ومواصلة الضغط على المجتمع الدولي، والإصرار على ثوابت منع التهجير وتصفية القضية، وترسيخ السردية العربية لدى الرأي العام العالمي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد