: آخر تحديث

«الريفييرا».. هل ضاقت عليهم الأرض؟

6
6
5

ضياء رشوان

تشير الأرقام الصماء إلى أن مساحة الولايات المتحدة الأمريكية تتجاوز 9.8 ملايين كيلومتر مربع، وأن مساحة دول الاتحاد الأوروبي تصل إلى نحو 4.3 ملايين كيلومتر مربع أخرى، وأن مساحة دول حلف شمال الأطلسي تزيد على 27 مليون كيلومتر تغطي 32 دولة، تشمل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وكندا ودولاً أخرى أوروبية قليلة.

على الرغم من كل هذا، فاجأنا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قبل 6 شهور بخطته التي ترى في قطاع غزة المنكوب، منطقة ممتازة للاستثمار العقاري والسياحي، ما يجعل الأفضل له حسب رأيه أن تستولي عليه الولايات المتحدة.

مع وجود تلك المساحات الشاسعة والثروات الهائلة بكافة أنواعها، والتي تشملها ملايين الكيلومترات المربعة التي تضمها الكيانات الثلاث التي تعد الولايات المتحدة مركزها المسيطر، لا يستطيع عاقل تفسير ما طرحه الرئيس ترامب بخصوص غزة.

لا شيء واحداً في قطاع غزة يشير إلى أنه يصلح لإقامة هذه «الريفييرا» التي يطمح إليها الرئيس ترامب، بكل ما أضافته خطة الواشنطن بوست من تفاصيل مذهلة.

الأمر وإن كان يتم تقديمه بمظهر اقتصادي استثماري، فهو في حقيقته أبعد ما يكون عن هذا.. وإعطاء هذا المظهر، سواء عبر تصريحات الرئيس الأمريكي والخطة المسربة، متعمد والمقصود منه هو إخفاء هذه الحقيقة، والتي لا تبتعد مليمترات قليلة عن هدف اليمين الإسرائيلي المتطرف بإخلاء القطاع من أهله بكل السبل القسرية والمسماة طوعية، والضم المتتالي والنهائي للضفة الغربية.

إن الأمر على الأرجح هو خليط من أهداف إسرائيلية دينية شديدة التطرف ليس في فلسطين فقط ولكن في المنطقة كلها (إسرائيل الكبرى)، مع رؤى دينية لدى الإدارة الأمريكية، مع أضغاث أحلام هيمنة اقتصادية عالمية لها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد