: آخر تحديث

مسافات «السعي» واستيفاءات «الوعي»

4
4
4

عبده الأسمري

عندما نتمعن في قول الله عز وجل: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى} سنجد التوجيه الرباني الحكيم المحكم الذي يوجه الى أهمية السعي والذي يرتبط بحياة الإنسان في كل مراحل حياته باختلاف المكتوب من الأقدار والمقسوم من الأرزاق والمرصود من المقادير..

هنالك ارتباط عميق بين «السعي» و»الهدف» ضمن أدوات يصنعها الإنسان تعتمد على «التفكير» وتتعامد على «التدبير» وصولاً إلى تحقيق الأمنيات التي تتطلب الكثير من «المسافات» وفق ضروريات «التمكين» واتجاهات «اليقين» وافتراضات «العوائق».

يتكامل الحظ في «مسارات» معينة مع «التوفيق» و»مدارات» مؤكدة من «السعي» في تحقيق «الأهداف» وفق ما يتهيأ للإنسان من مقومات ذاتية وفرص واعدة وعوامل مساعدة توفر له «الأدوات» المتاحة للوصول إلى الأماني التي تتطلب «التفاني» في إنجازها من خلال سعي مستوجب ووعي واجب.

يسهم «السعي» المنطلق من قواعد «الطموح» في صناعة «الوعي» الذي يستطيع من خلال الإنسان قياس «مسافة» التمكن ما بين الأمنية والنتيجة وفق «استيفاء» لشروط التمكين من خلال المضي بصمود في دروب «المثابرة» والانتظار أمام بوابات «النجاح» لحصد ثمار «التفوق» في مواسم «النهايات».

عندما يسعى الإنسان في تحقيق متطلبات العيش ومطالب التعايش وأمنيات المستقبل عليه أن ينظر إلى الماضي وفق «زوايا» حادة على التجارب «المؤلمة» وأخرى «منفرجة» على الذكريات «الملهمة» حتى يغترف من «معين» التعلم معاني العبر ونتائج الاعتبار وتسخيرها في شحذ همته للمضي نحو «الشواطئ» الآمنة التي تتطلب السير وفق معطيات «الرحلة» مع التأقلم مع العراقيل المحتملة والتكيف مع العوائق المتوقعة والاستعداد وفق «مناعة نفسية» قادرة على مواجهة موجات القنوط ومجابهة هجمات «الإحباط» حتى الوصول إلى الأهداف المنتظرة التي تتطلب تعاضد السعي والوعي في تحقيق «أمنيات» الغد المشرق.

هنالك «عقبات» تعترض سعي «الإنسان» في تحقيق «الأمنيات» التي تحقق له الحياة الآمنة المطمئنة ولا بد أن يكون هنالك «وعي» كامل بما تحمله محطات «العمر» من تغيرات ومتغيرات مع ضرورة رفع مستوى «الدوافع» التي تسهم في اجتياز «المصاعب» المؤكدة وتتطلب الوقوف أمامها بصمود والاعتماد على «عزيمة» الذات وصمود «النفس» في معارك إجبارية تقتضي الاستعداد المسبق والتكيف اللاحق والانتصار المؤكد استناداً إلى قوة «العقل» في إدارة «المواجهة» بكفاءة «الفكر» والتخطيط السليم للوصول من أقرب «المسافات» إلى الأهداف المنتظرة.

هنالك «مسافات» تقتضي المضي فيها بثبات متواصل يستوجب قياس «الخطوات» الثابتة على درب «الوصول» مع أهمية تحقيق «الاستيفاءات» اللازمة التي تتطلب السعي المتواصل القائم على التفاؤل والطموح والصمود والعزيمة والدافعية والمثابرة والمصابرة مع أهمية توظيف «العقل» في صناعة «الوعي» اللازم القادر على مواجهة «الصعاب» وتجاوز «العوائق» واجتياز «العراقيل» حتى الوصول إلى خط «النهاية» بأنفاس أصيلة وحصد «ثمار» الفلاح.

ما بين السعي والوعي مسافات واستيفاءات تتطلب تحقيق الأمنيات بإرادة قوية وعزيمة مستديمة وإدارة للنفس تسهم في الاعتماد على «الماضي» كمصدر للإلهام والحاضر كمنطلق للمهام والمستقبل كاتجاه للهدف مع ضرورة الاستفادة من «التجارب» التي تتشكل في محطات «العمر» كمناهج تصنع العبر وتوظف الجبر في مضامين «الشفع» وميادين «النفع».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد