سهوب بغدادي
(بطاطس، حلويات، شوكولاتة، علكة، عصير، آيسكريم) إنها عبارة عن مجموعة من المنتجات التي نبتاعها من البقالة، ويطلق عليها البعض «مفرحات» فلمَ تلك التسمية وما منبعها؟ إنَّ أصل كلمة المفرحات تأتي من الفرح والسرور، لأن تلك المنتجات تدخل الفرح على قلوب من تُقدَّم إليه سواء كان طفلاً أم بالغاً، والمبهر في الموضوع أنَّ قيمة الفرحة لا تتجاوز بضعة ريالات في العادة، من هنا، نعي أنَّ الحبور الذي تدخله على قلب إنسان قد لا يكلِّفك كثيرًا ولا يستلزم التكلُّف، فيما أرى أنَّ المفرحات تتفرَّع من المنتجات لذيذة الطعم إلى أفعال وأقوال وغيرها من الأمور بحسب الحالة، فكلمتك الطيِّبة والثناء على شخص من المفرحات، ومساعدتك لإنسان لم يطلب منك المساعدة من المفرحات أيضًا، إنَّ أي أمر تقوله أو تفعله أو تقدِّمه بنية إدخال الفرحة على نفوس الآخرين يندرج ضمن المفرحات، فما أجمل ديننا الحنيف عندما حثنا في مواطن عدة على البذل والعطاء المادي والمعنوي لذات الغرض والهدف، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم»، إنَّ البعض يستهين بأثر صغائر الأفعال والأقوال والأشياء، على سبيل المثال لا الحصر، قد تبدو فكرة تقديم «الملصقات» لشخص بالغ طفولية أو سخيفة، إلا أنها قد تصنع يومه، وقس على ذلك، والأهم من ذلك الأمر أنَّ السعادة ستكون متبادلة، فبمجرد إدخالك السرور على قلب شخص ما سينالك نصيب من تلك الفرحة.
«إسعاد الآخرين غرس تزرعه في غيرك فيثمر في قلبك».