: آخر تحديث

أبوزينة... فنان عبقري

4
4
4

عبدالعزيز التميمي

عرفته عربياً أصيلاً تميز بالصمت والهدوء والرقي لدرجة أني أرى صمته، صخباً وضجيجاً صارخاً يملأ المحيط الذي يعيشه عندما ينعكف مستمراً في رسمه الذي هو بمثابة عطاء متدفق لجذب انتباه المتجمهرين حول أعماله التي تصرخ بكل ما بها من ألوان متناسقة ومتعاكسة في آنٍ واحد.

يُجرّد الطبيعة من حوله، فيحيل ما يرى من مناظر طبيعية إلى مسرح صاخب يعج بالأشجار والعناصر المكونه للبيئة التي خرجت بحلة لونية جديدة تختلف في ثوبها اللوني، من دون الخروج عن حدود الواقع ومحيط الكتلة.

فالشجرة عند الفنان السوري أحمد أبوزينة، أستاذ العمارة والديكور بكلية الفنون الجميلة في دمشق منذ 1970، ذات طابع لوني متميز مختلف عن الواقع المنظور.

لا يستطيع كل من شاهدها على الطبيعة أن يتخيل جمال تلك الألوان الساخنة المتعاكسة مع الباردة منها بتناسق فني متمكن بارع، ولم يكن لها أن تكون بهذا الجمال لولا ريشة الفنان الدكتور أحمد أبوزينة الدمشقي السوري الذي حقق بأسلوبه المتميز خطاً تشكيلياً يصح لنا أن نسميه مدرسة الفنان أبوزينة.

فنان سوريا التجريدي، بسط المساحة دون تفاصيلها المرهقة للنظر، فمنح المتلقي فرصة الإبحار عبر خطوط خارجية للكتل المبنية بمساحات لونية لا تخرج عن إطارها الواقعي المُشاهد، ولكن تتفوق بما لم يتخيله أحدنا من حيث زهوة اللون ودقه التفصيل ورشاقة وعمق المنظور.

الفنان أبوزينة حاز في الكويت الجائزة الرابعة، من بين خمسة فنانين عرب من «بينالي الخرافي»، بإشراف من الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وتحت رعاية الراحل إلى رحمة الله، السيد جاسم محمد الخرافي رئيس مجلس الأمة الكويتي.

إلى جانب تخصص المعماري ونبوغه الرائع في الديكور والتصميم، هو فنان (الكولاج والتجريد) الذي استطاع أن يطوع ريشته ويمزج مشاهداته ومخزونه البصري بفكرة وموضوع وحكاية...

الفنان أبوزينة، يستحق منا التصفيق ورفع القبعة لخبرات استطاع أن يكتسب منها الطاقة والعبقرية ليقدم نفسه منذ سنوات مضت بأنه صاحب رؤية فنية متميزة تستحق المتابعة... لك التحية يا صديقي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد