: آخر تحديث

الحق والباطل

2
2
2

عماد الدين أديب

يجب أن نعترف دون أي مكابرة أن هذا العصر الذي نحياه يواجه أزمة في المبادئ الإنسانية والأخلاقيات المتفق عليها منذ بدء الخليقة تحت دعوى أن المصالح تعلو المبادئ، وأن البراغماتية تسبق المواقف المبدئية. نعم المصالح مسألة جوهرية، لكن المصالح يجب أن تحكمها قواعد مبدئية وأخلاقية.

مثلاً من المصلحة المادية أن يتاجر المرء في المخدرات أو الآثار أو بيع الأعضاء من أجل الثراء السريع والفاحش، ولكن ذلك أمر حرمه الله ويجرمه القانون ويحتقره المجتمع. البراغماتية لا تعني الانتهازية، والمصالح لا تعني تزوير الحقائق ومهادنة الباطل والوقوف خلف الشر والأشرار.

لقد علمنا التاريخ وهو خير معلم، أن أي قوة كونية على مر التاريخ مهما أوتيت من قوة وسلطان وجبروت وثروات إن لم يكن لديها معيار قيمي وأخلاقي ومبدئي تدير به هذه القوة، فإنها هالكة لا محالة، لأنها تحمل بداخلها بذور فنائها وضياعها. هناك فارق بين القوة والجبروت أو ما بين السعي للتفوق والتطور وما بين السعي للاستيلاء والاغتصاب للأراضي والثروات والحقوق.

من هنا يصبح واضحاً لدينا أن كل من يستبد يهلك ولو بعد حين، وأن كل من يظلم تدور الدائرة عليه، وكل من يستفيد من ذلك آثم. من هنا تصدق الحكمة القائلة: لا يمكن للشخص أن يحق الحق وهو منتفع بالباطل!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد