: آخر تحديث

الطيران الخاص يحلّق في سماء الفرص

1
1
1

منيف الحربي

يشهد قطاع الطيران الخاص في المملكة والخليج تحولاً مهمّاً هذه الفترة، حيث أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني منح شركة VistaJet شهادة المشغّل الأجنبي للتشغيل الداخلي، لتكون أول شركة طيران خاص أجنبية يُسمح لها بتنفيذ رحلات بالطلب داخل المملكة.

هذه الخطوة تعني فتح الباب أمام نماذج تشغيل عالمية تضع السوق المحليّة في قلب المنافسة الإقليمية والدولية.

سوق الطيران الخاص في المملكة ليس جديداً، فالخطوط السعودية لديها ذراع متخصص هو Saudi Private Aviation (SPA) الذي يقدّم خدمات إدارة وتشغيل الطائرات الخاصة ورحلات التشارتر منذ سنوات، كما تُعد ناس جِت (NasJet) لاعباً محلياً مهماً حيث استفادت من شراكات عالمية لتقديم حلول سفر مرنة ورحلات داخلية ودولية لرجال الأعمال وكبار العملاء.

ومع دخول VistaJet بنموذجها القائم على «العضوية وساعات الطيران» بدلاً من امتلاك الطائرات، فإن المنافسة تتخذ بُعداً جديداً يجمع بين الخبرة المحلية والمعايير العالمية.

على مستوى الخليج، برزت نماذج ناجحة أصبحت علامات مميزة مثل Royal Jet الإماراتية وQatar Executive القطرية، ما جعل المنطقة منصة نمو متسارع في سوق الطيران الخاص، والتوقعات تشير إلى نمو السوق السعودية بما يقارب 10 مليارات دولار خلال العقد المقبل.

عالمياً، تظل شركتان في الصدارة، NetJets الأمريكية الرائدة في مفهوم «الملكية الجزئية للطائرات»، حيث يشتري العميل حصة تمنحه ساعات طيران سنوية، وهو النموذج الذي أعاد تعريف الطيران الخاص منذ عقود، إلى جانبها Flexjet وهي شركة أوروبية أمريكية تقدّم خدمات الملكية الجزئية والعضويات بين أوروبا وأمريكا، مع أسطول فاخر وتجربة دقيقة التفاصيل، وهما الأكبر عالمياً في هذا المجال.

قد يبدو الطيران الخاص رفاهية بعيدة عن المواطن العادي، لكنه في الواقع يرفع مستوى التنافسية، ويجذب الاستثمارات للمطارات والبنية التحتية، ويوفر وظائف في الصيانة والخدمات الأرضية والتموين والتدريب، فاتحاً الأبواب أمام الشباب السعودي في قطاع حيوي متطوّر، كما أن تعزيز شبكة الطيران الخاص يدعم السياحة، ويسهّل وصول الوفود إلى مشاريع كبرى مثل نيوم والعلا والبحر الأحمر.

المواطن العادي أيضاً قد يستفيد مستقبلاً من مفهوم الطيران العارض المشترك (Shared Charter)، حيث يشتري مقعداً واحداً على رحلة خاصة بدلاً من استئجار الطائرة كاملة.

اليوم، تتشكّل خريطة جديدة للطيران الخاص في المنطقة، خريطة تُترجم رؤية 2030 في بناء منظومة متكاملة تجعل المملكة مركزاً عالمياً لربط القارات، وتؤكد أن السعودية وطن الفرص في الأرض والسماء.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد