عبدالله خلف
بعد الحرب العالمية الثانية وانتهاء عصبة الأمم، وقّع ميثاق الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو في 26 يونيو 1945 في ختام مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بنظام الهيئة الدولية، تحت رعاية الرئيس الأميركي روزفلت، وأصبح نافذاً في 24 أكتوبر 1945.
ومجلس الأمن تسيطر عليه الدول الخمس الكبرى، الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا والصين، التي لديها حق النقض (الفيتو).
ففي خلال العامين 1970 و1991 استخدم الأميركيون «الفيتو» أكثر من 60 مرة، مقابل 26 مرة لبريطانيا. أما فرنسا فكان نصيبها 11 ثم روسيا 8 مرات...
وقد سيطرت الولايات المتحدة على المنظمة الدولية، ومقرها في نيويورك، منذ نشأتها، وظهر ذلك جليّاً حين اعترضت المنظمة الأممية على حرب أميركا وبريطانيا على العراق، لكن واشنطن لم تمتثل وضربت قرار الأمم المتحدة، بعرض الحائط، واستهدفت العراق واحتلت أراضيه بالقوة العسكرية بعد تدميره اقتصادياً وعسكرياً...
دور المنظمة الدولية هو حفظ السلام، وهو أمر لم يتحقق حتى الآن، فلا تزال تخضع لإمرة إسرائيل والقوة العسكرية الأميركية، ولم يكن للأعضاء الخمسة، أي قوة لوضع الحق في نصابه... ففي 1975 غزت تركيا، جزيرة قبرص، وكانت حصيلة المعارك التركية مع اليونان 3000 قتيل من الجانب اليوناني، كما حدثت هجرة كبيرة للسكان... فصار إرضاء أميركا هو الهدف.
غزت إندونيسيا، تيمور الشرقية في العام نفسه، بعد مغادرة الرئيس ومستشاره كيسنجر لجاكرتا، وفقدت الجزيرة أكثر من 100 ألف قتيل، وصار الناس ينبشون الأرض لعلهم يجدون أثراً لمفقوديهم...
بقي الأمر كذلك، حتى وقفت الولايات المتحدة، بجانب تيمور الشرقية لنيل استقلالها عن إندونيسيا في نهاية القرن الماضي... هذه هي السياسة الأميركية.
ثم هناك تَدخّل الأمم المتحدة الفاشل في الصومال، حين أُعلن عام 1992 أن المنظمة الأممية ستدخل الصومال لنزع سلاح الميليشيات العسكرية والدعوة إلى عقد مؤتمر وطني للمصالحة وإعادة توحيد البلاد تحت سلطة تنفيذية تضُم الجمهورية التي أعلنت عن تسميتها بأرض الصومال، ورفض بوش الأب وقتها نزع سلاح الميليشيات.
وأعلنت الولايات المتحدة أن شعب الصومال استقبل قواتها بالأفراح، كما ذكر جاك فاندر في كتابه.