سليمان جودة
تبدو «شعرة معاوية» وكأنها مشدودة طول الوقت بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين؛ فالرئيس ترامب كان يقول، طول فترة ترشحه في السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض السنة الماضية:
كان التفاؤل قاسماً مشتركاً أعظم بين الذين سمعوا بوعد ترامب، وكان أملهم كبيراً في أن يتمكن من الوفاء بوعده منذ اليوم الأول لوجوده في مكتبه البيضاوي، ولكن له -إلى الآن- ما يزيد على الأشهر الستة بغير قدرة على الوفاء بما كان قد وعد به، وبما كان قد تكلم عنه باعتباره أمراً ميسوراً عليه حين يفوز.
وقرأنا بعد ذلك بيومين أن روسيا والصين تجريان مناورات مضادة للغواصات النووية في بحر اليابان، وكان من الواضح أن ذلك يأتي من باب الرد على قرار نشر الغواصتين النوويتين.
كان الخليفة الأموي الأول، معاوية بن أبي سفيان، يقول: «لو كانت بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، إذا شدوها أرخيتها، وإذا أرخوها شددتها». وقد جرى التاريخ من بعد معاوية على أساس من هذه النظرية في كثير من وقائعه، وكنا -ولا نزال- نكتشف أنها نظرية سياسية صالحة لأزمان كثيرة، وهي أصلح ما تكون لما بين الأمريكيين والروس، فلعل سحابة الصيف النووي تنقشع.