عماد الدين أديب
بشكل إنساني – محض – بعيد تماماً وكلياً عن الانحيازات أو التجاذبات السياسية العربية، التي تنقسم إلى حزبي شيطنة أو تقديس أي طرف، نقول إن الضحية الكبرى في حرب ما بعد السابع من أكتوبر، هي جموع الشعب الفلسطيني المدني الأعزل، الذي يعيش في قطاع غزة.
فَقَدَ هذا الشعب الصبور أكثر من 60 ألف قتيل، معظمهم من النساء والشيوخ والأطفال، وتم سفك دمائهم غدراً، تحت أسقف منازل، وفي خيم في العراء.
فقد هذا الشعب أكثر من 130 ألف مصاب وجريح ومعاق ومفقود.
فقد هذا الشعب قرابة 90% من عمران قطاع غزة المبنيّ على مساحة 360 كم.
تم تهجير ونزوح هذا الشعب منذ يوم 7 أكتوبر وحتى الآن 9 مرات على الأقل، داخل مساحة قطاع غزة.
حُرم هذا الشعب من أساسيات الطعام والماء النظيف، والدواء والمواد الطبية، ومواد الطاقة والكهرباء وخطوط الهاتف وإمكانات التواصل مع العالم.
حُرم هذا الشعب الصبور من حق التعليم في المدارس والمعاهد والجامعات، وحُرم من ممارسة أعماله اليومية التي تجلب له رزقه اليومي.
وحُرم هذا الشعب من دور وكالة غوث اللاجئين في قطاع غزة، التي تضم 13 ألف موظف، يقومون على توفير المساعدات الأساسية لأكثر من 2 مليون لاجئ في غزة، و4 ملايين في الضفة.
تم إيقاف نشاط وكالة غوث اللاجئين، وتم استبدالها مؤخراً بما يعرف «بمنظمة غزة الإنسانية»، التابعة لأمريكا التي كشفت الأحداث أنها مصيدة للموت، وكمين لاستمرار تجويع شعب غزة.
الحراسة الاسرائيلية لهذه المنظمة، تطلق الرصاص الحي على المواطنين العزل، الذين يقفون بالساعات في طوابير، بحثاً عن كيس طحين أو زجاجة زيت، تحت دعوى أنهم يفرقون طوابير الفوضى!!
لا يمكن الحديث عن إيقاف إطلاق نار في غزة، دون تأمين احتياجات شعبها، ودون إيقاف مهزلة جمعية غزة الإنسانية!