عادل المرزوقي
لا شيء يصنع الإنسان كما تصنعه الكلمة التي تُلقى في تربة العقل، فتثمر وعياً، وتنبت أحلاماً، وتشق دروباً واسعة نحو المعرفة. وحين نغرس حب القراءة في قلب الطفل، فنحن لا نعطيه كتاباً فحسب، وإنما نمنحه مفاتيح العالم.
من هنا، تتّضح الرؤية الاستراتيجية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وحرصه الدائم على غرس ثقافة القراءة لدى الأجيال الناشئة، إذ لم تكتفِ دبي ببناء مكتبات عصرية ومساحات معرفية مفتوحة.
وهناك أيضاً مبادرة «زاد راشد»، التي أطلقتها «دبي للثقافة» بالتعاون مع هيئة تنمية المجتمع في دبي، لتكون خطوة عملية في تحويل القراءة إلى ممارسة يومية ممتعة لدى الصغار، حيث تقدم لهم المبادرة «حقيبة معرفية» شهرية تحوي كتباً وقصصاً منتقاة بعناية، تناسب أعمارهم وميولهم، وتصلهم إلى منازلهم، ليكون الكتاب في متناول أيديهم.
«زاد راشد» ليست مجرد مبادرة لتوزيع الكتب، وإنما مشروع تنموي يستهدف بناء جيل قارئ، واعٍ، ومشارك، قادر على استشراف الغد وتشكيل ملامحه. إنها خطوة تستجيب لتحديات الحاضر وتراهن على المستقبل.
الطفل القارئ هو مشروع حياة، فعندما نغرس القراءة في وجدانه نمنحه جناحين ليحلّق في فضاء العلم والابتكار.