: آخر تحديث

معاونو «دينيس روس» الخطرون.. بيننا!

3
3
2

يعتبر السياسي الأمريكي اليهودي، دينيس روس Dennis Ross، أحد أبرز الدبلوماسيين المتخصصين في ملف السلام في الشرق الأوسط، حيث اضطلع بدور خطير في رسم معالم الدور الأمريكي في عملية السلام، خصوصًا أثناء حكم إدارتَي الرئيسين جورج بوش (الأب)، وبيل كلينتون، وعمل عن كثب مع وزراء الخارجية جيمس بيكر، ووارن كريستوفر، ومادلين أولبرايت. كما كان وسيطاً في اتفاقيات مهمة، مثل «اتفاقية أوسلو الثانية» عام 1995، واتفاق الخليل عام 1997، ومعاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية.

يعمل روس مستشاراً في معهد واشنطن، وزميلاً في برنامج «الزمالة زيغلر»، وسبق أن شغل مناصب رفيعة في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية الأمريكية. ويُنظر إلى روس في الأوساط الإسرائيلية والأمريكية كإحدى أكثر الشخصيات تأثيراً في ملف السلام، ويعمل بصمت من خلال الستار للترويج للتطبيع، وربما توظيف المؤيدين والعملاء للترويج لأفكاره، التي يغلب عليها الميل لوجهة النظر الصهيونية، وقد نجح بالفعل في بناء شبكة علاقات واسعة مع شخصيات سياسية وإعلامية في منطقة الشرق الأوسط، كما نظم أو شارك في مؤتمرات عديدة في أوروبا، جمعت مؤيدين عرباً و«خليجيين» لرؤيته للتطبيع مع إسرائيل، التي يرى بعض النقاد أنها تتجاهل حقوق الفلسطينيين، أو تشترط قبول أن الحق هو مع القوي الحالي، بصرف النظر عن اتساق ذلك مع المنطق والتاريخ.

كتب الزميل الأردني أحمد العطاونة: «الأمريكيون، سواء أكانوا في مواقع رسمية، أم في مؤسسات بحثية وأكاديمية، يقدمون أنفسهم كخبراء استثنائيين وأوصياء قادرين على وضع الخطط والصيغ والمقاربات الأنسب للأزمات الدولية، كما يقرّرون نيابة عن الشعوب ما هو الأنسب لها، وما الذي يضمن لها مستقبلاً آمناً ومزدهراً من وجهة النظر الأمريكية. ومن لا يستجب من الشعوب لهذه الوصفة الأمريكية الجاهزة له، فإنه سيواجه العواقب الوخيمة».

يتعامل روس مع الأزمة الفلسطينية وحرب غزة الحالية من المنهجية ذاتها، حيث لا يتوقف عن تقديم المقترحات والرؤى السياسية لما بعد الحرب، كما ظهر في مقاله «إسرائيل بحاجة إلى إستراتيجية جديدة»، المنشور في «إندبندنت العربية» في 16 مارس 2024. وبحكم خبرته الطويلة في الملف الفلسطيني، يقترح روس أن تكون الخطوة الأولى في الإستراتيجية إنشاء آلية لمعالجة الوضع الإنساني بقيادة أمريكية، وبمشاركة السعودية والإمارات وقطر، مع تقديم مساعدات عاجلة للسكن المؤقت، مستشهدًا بخبرة السعودية في إدارة الحشود، وقدرة الإمارات وقطر على تمويل المساكن الجاهزة.

يجدر التذكير أن كثيرًا من الذين التقوا بروس، أو تعاونوا معه أو شاركوا في مؤتمرات بحضوره، كان لهم دور محلي وإقليمي واسع، في تسويق رؤيته للسلام، التي يعتبرها منتقدوه منحازة للرؤية الإسرائيلية، وتسعى إلى فرض حلول لا تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، وليس من الصعب التعرّف على هؤلاء «العملاء» بيننا.



أحمد الصراف


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد