: آخر تحديث

تحية لدائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي

6
5
5

بلال البدور

في الأسبوع الماضي أعلنت دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي عن تخصيص 240 دقيقة أسبوعياً لتعليم اللغة العربية في رياض الأطفال، بداية من العام الدراسي المقبل 2025 - 2026 لتزاد هذه المدة تدريجياً إلى 300 دقيقة بداية من العام الدراسي 2026 - 2027، كما صرحت المديرة التنفيذية لقطاع التعليم المبكر بأن الطموح «أن تكون اللغة العربية جزءاً جوهرياً من تجربة الطفل اليومية، وأن تنبض بالحيوية والتفاعل في كل فصل دراسي وكل منزل».

هذا التوجه كان مطلباً منذ فترة في ظل ما يعانيه الأطفال من بعد عن اللغة وعدم إجادة استعمالها، ما يمثل فقداناً للهوية العربية للمجتمع، لقد نشأ لدينا جيل لا يجيد الإنشاء ولا الإملاء؛ ناهيك عن القراءة والاطلاع على المعارف العربية.

نرجو التوفيق لهذه المبادرة وأن يتم التدرج في زيادة الجرعات حتى تشمل جميع المراحل التعليمية لتعزيز القدرات لدى المتعلمين. وقد خرجت بعض الدراسات إلى أن تعليم الأطفال الناشئة لغتين أو أكثر يؤثر في تعلمهم للغة الأم، حيث يحتاجون إلى وقت أطول لتعلم لغتهم الأم.

إن كثيراً من دول العالم والقوميات المختلفة أصبحت حريصة على تعليم أبنائها اللغة العربية بدوافع شتى، الأتراك مثلاً اعتبروا اللغة العربية مادة إلزامية في التعليم الابتدائي، وانتشر تعليم اللغة العربية في الجامعات والمراكز المتخصصة في ذلك، لتمكين الشعب التركي من التواصل مع تاريخه المكتوب باللغة العربية بعد انقطاع تام منذ أن منع مؤسس الجمهورية التركية الحديثة تعلم العربية والكتابة بها، وكذلك لسهولة تواصل المجتمع التركي مع أفواج السائحين العرب الذين يزورون تركيا ويستثمرون فيها.

أما الدول الآسيوية فإن تعليم اللغة العربية يأتي من منطلق اقتصادي لتطوير العلاقات الاقتصادية الاستثمارية والانتشار في العالم العربي.

في أحد مؤتمرات اللغة العربية ناولني أحد الحضور ورقة مكتوبة بخط يده يقول فيها: «قرأت لك: الروائي والشاعر الفرنسي جولز فيرن كتب قصة خيالية عن مجموعة من السائحين يسافرون عبر طبقات الأرض إلى أن وصلوا إلى باطن الأرض، ثم قرروا العودة ، لكنهم أرادوا ترك أثراً يدل على أنهم وصلوا إلى هذا المكان فقرروا كتابة عبارة. لكنهم احتاروا بأي لغة يكتبونها، وقرروا أخيراً كتابتها باللغة العربية. وحين سئل فيرن لماذا اختار اللغة العربية أجاب لأنها اللغة الباقية التي لن ترفع من الأرض حتى يرفع القرآن». ذكرت هذه القصة

لأنها أعجبتني رغم أنني لم أقرأها في مصدرها.

شكراً وتحية لدائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي ولهم الدعاء بالتوفيق..


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد