> جلست في مقعد بعيد كما تعوّدت عندما أدخل صالة تجارية. أفعل ذلك متى كان ممكناً. وفي الأفلام التي تجذب جمهوراً كبيراً، أنتظر انحسار الإقبال بعد ثلاثة أسابيع لأشاهد الفيلم.
> الفيلم هو واحد من تلك الإنتاجات المخصصة لجمهور يهوى أفلام الرعب، وعنوانه «Final Destination: Bloodlines» الصالة في منطقة برودواي، نيويورك.
> بعد نحو ثلث ساعة، وقف شاب يصوّر الحاضرين بهاتفه. نهره رجل يجلس وراءه. قال له: «اجلس أيها المعتوه». لم أسمع ردّ الشاب، إذ طغى عليه صوت صراخ بطلة الفيلم، لكن جواب الشاب لا بد أنه كان مستفزّاً، لأن الرجل قام إليه ولكمه. ردَّ الشاب اللكمة، فردّ عليها الرجل بلكمة أقوى طرحته أرضاً في ممر الصالة.
> هرع بعضهم ليستنجد بالموظّفين. توقّف الفيلم وأُضيئت الصالة، ودخل موظف لتهدئة الوضع، تبعه آخر بعد قليل. وقف الشاب وشتم من ضربه، لكن الموظف، الذي سمع شهادات البعض، عرض عليه إعادة سعر التذكرة إليه مقابل مغادرته الصالة. قبل الشاب العرض، والتقط هاتفه عن الأرض، ثم قال للرجل الذي يكبره سنّاً وحجماً: «سنلتقي بعد الفيلم». ردّ عليه الرجل بشتيمة.
> بعد الفيلم خرجت وراقبت. وقف الرجل الأربعيني المُهدَّد وأخذ ينظر حوله، وحين لم يجد أحداً ينتظره، مضى. مضيت أنا بدوري.
> ذكّرني ذلك بتهديد مماثل من قِبَل شابين، طلبت من الموظف إلزامهما الصمت خلال عرض أحد الأفلام في صالة «إتوال» في بيروت. نظرا إليّ وخرجا سريعاً. من حسن الحظ أن الفيلم لم يعجبني، فخرجت قبل نهايته بنحو نصف ساعة. بعد أسبوع، أخبرني مدير الصالة أني نجوت بجلدي، إذ عاد الشابان ومعهما آخرون بحثوا عني لضربي.