: آخر تحديث

نحنُ للبيتينِ الخدمُ.. ونحنُ للحجاجِ العونُ والسندُ

6
5
5

منذُ الوهلةِ الأولى لدخولِ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -ملك المملكة العربية السعودية- البيت الحرام بمكة المكرمة في العام 1924م؛ جعله نصب عينيه وجُلّ عنايته واهتمامه، ووضعَ له إدارة خاصة تُديرُ شؤونه، وأمرَ بتوسعته؛ تُعرَف بتوسعة الملك عبدالعزيز، واتخذ له أبوابًا كُثُر، من أشهرها باب الملك عبدالعزيز.

اهتمَّ -غفر الله له- بالمشاعر المُقدّسة، ووضعَ لها مراسيم توضّح حدودها، وجعلَ فيها سُقيا للمياه، وهكذا صنعَ للحرم المدنيّ بالمدينة المنوّرة. صارَ هذا النهج أسلوبًا ومنهجًا لكلِّ أبنائه -رحم الله ميتهم وحفظ حيّهم- إذ شرفوا بأن يكونوا خدمًا للبيتين الشريفين. اهتمّ أولئك الملوك بتوسعتهما؛ حتى أصبحا أنموذجًا متفرّدًا بالعمارة والتصميم والمآذن، وجعلوا لهما وقفًا يدرُّ عليهما، نسأل الله أن يكونَ ذلك في ميزان حسناتهم.

ومنذُ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وإدارة البيتين تتطوّرُ وتنمو؛ حتّى أصبحت الرئاسة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبويّ، فضلاً عن وزارة الحج والعمرة التي تُعنى بالحجاج والمعتمرين، وكُوّن لهما إدارة تُعنى بإدارة الحشود، لا مثيلَ لها بالمعمورة، ويُشرف على الحج خادم الحرمين الشريفين، وحينما أُطلقت الرؤية الوطنية 2030؛ كان برنامج خدمة ضيوف الرحمن من أول برامجها؛ حيثُ أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- في العام 2019م؛ ويتمثل في إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لأداء فريضتيّ الحج والعمرة على أكمل وجه، من خلال تهيئة الحرمين الشريفين، وإتاحة أفضل الخدمات قبل وأثناء وبعد زيارتهم لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدّسة.

ولقد أنابَ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكيّ الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بالإشراف على الحجيج للعام 1446هـ، ألقى -يحفظه الله- كلمةً جاء فيها: «لقد شرّف الله تعالى هذه البلاد بخدمة الحرمين الشريفين، وقاصديهما من حجاجٍ ومعتمرين وزائرين، ووضعت المملكة العربية السعودية ذلك في مقدّمة اهتماماتها وسخّرت جميع مقدراتها لخدمة ضيوف الرحمن والتيسير عليهم؛ ليؤدوا مناسكهم بيسرٍ وسهولة.

سوف تواصل المملكة بعونِ الله وتوفيقه؛ مُدركة عِظَم المسؤولية وشرف الخدمة»؛ وإيمانًا بذلك كُوّنت لجنة تُسمى لجنة الحج المركزية تبدأ أعمالها فور انتهاء الحج؛ للإعداد والاستعداد للحجِّ القادم، تضم هذه اللجنة ممثلين من كافة قطاعات الدولة؛ حيثُ أعلن نائب أمير منطقة مكة، نائب رئيس اللجنة الدائمة للحج والعمرة، الأمير سعود بن مشعل، نجاح موسم حج هذا العام، معلنًا بدء التحضيرات فورًا لموسم الحج المقبل. يُبذل للحرمين والمشاعر المقدّسة كل غالٍ ونفيس، وليس عليهما غالٍ ولا نفيس، وهذا ما سارَ عليه ملوك المملكة العربية السعودية؛ حيثُ نُفِّذّ هذا العام 46 مشروعًا جديدًا لتعزيز المنظومة الكهربائية في مكة المكرمة والمشاعر المُقدّسة ولذا أسهمت بزيادة الخدمة الكهربائية للمشاعر بنسبة 75 %، بقيمة تجاوزت ثلاث مليارات ريال. وفي قطاع النقل؛ استقلت أكثر من سبعة آلاف رحلة طيران من 214 وجهة عالمية، وجرى تشغيل 4700 رحلة من قطار الحرمين، و25 ألف رحلة بقطار المشاعر المقدسة، مع 20 ألف حافلة نقل. وفي المجال الصحيّ؛ زادت السعة السريرية بأكثر من 60 %. وفي البنية التحتية؛ فُعّل أكثر من 300 ألف متر مربع منها 170 ألف مخصصة لمسار الحجاج، وزُرعت 23 ألف شجرة؛ وذلك لتلطيف الأجواء، وكذا زُوّدت تلكم المسارات بالرذاذ المائي لتقليل الإجهاد الحراري. وتم تطوير تطبيق «نُسك»؛ لتطوير كل ما من شأنه تيسير أمور الحُجاج والمعتمرين. وفُعّلت خدمة الدرونز؛ لنقل الأدوية؛ وذلك لتصل تلكم الأدوية بالسرعة المطلوبة. وأكّد ملوك المملكة العربية السعودية اهتمامهم بخدمة البيتين؛ فالملك سعود -رحمه الله- قام بتوسعة الحرم المكيّ، وقال في ذلك «إن هذا واجبٌ علينا نؤديه»، وقال الملك خالد -رحمة الله عليه- «إن المملكة فخورة بوضع كل إمكاناتها لخدمة حجاج بيت الله»، وكذا الملك فهد -رحمة الله عليه- «إن المملكة شرّفها الله بخدمة بيته وحرم نبيه»، وكذا قال الملك عبدالله -رحمه الله- «المملكة التي شرّفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما تستشعر جلال المسؤولية وعظم الأمانة».

ومن أقوال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- «نتشرف جميعًا بخدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم، ونبذل الغالي والنفيس لتوفير أسباب الطمأنينة لهم»، ومن أقوال صاحب السمو الملكيّ الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، «نحمدُ الله تعالى على ما أكرم به بلادنا من خدمة الحرمين الشريفين ورعاية الحجاج والمعتمرين والزوّار».

ويبقى الشعب السعوديّ بكافة أطيافه خدمٌ للبيتين الشريفين؛ حيثُ يتبارون ويتنافسون لنيل هذا الشرف العظيم، وأيُّ خدمة تُضاهي هذه الخدمة؛ إذ إن شعب المملكة العربية السعودية قدوته ونِبراسه ولاة أمره؛ حيثُ هم يعتزونَ بتلكم الخدمة، وأصبحت مُلازمًا لمسمياتهم؛ حيثُ استبدلوا مُسمى «صاحب الجلالة» بلقبٍ أحبوه وشرفوا به وهو «خادم الحرمين الشريفين»، فهنيئًا للمملكة العربية السعودية حكومةً وشعبًا أن حظيت بهذا الشرف العظيم.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد