علي عبيد الهاملي
إذ بينما كان المفكرون في العصور السابقة يواجهون تحديات فكرية وضغوطاً مختلفة، يجد المؤثرون اليوم أمامهم جمهوراً ضخماً، يستهلك محتواهم في لمح البصر. يخلق هؤلاء المؤثرون تأثيراً هائلاً في مجالات متعددة، بدءاً من الموضة والجمال، وصولاً إلى السياسة والفكر.
بينما قد يكون العديد منهم بعيداً عن العمق الفكري أو البحث العلمي، إلا أن أسلوبهم السهل والمباشر يجعلهم قادرين على جذب الانتباه وتحقيق تأثيرات قوية في شباب اليوم.
أصبح الجميع اليوم جزءاً من عملية صنع الوعي، ولكن هل تنتج لنا هذه العملية وعياً جمعياً ناضجاً، أم أنها مجرد أيديولوجيات مسيسة، وأصوات مدفوعة الأجر، تُعيد تشكيل الحقيقة بما يتناسب مع مصالح أيديولوجية أو سياسية أو غيرها؟
المؤكد هو أن صناعة الوعي لم تعد اليوم حكراً على جهة واحدة أو فئة معينة. لقد أصبحت عملية أكثر تعقيداً وتداخلاً، بحيث تتقاطع فيها أصوات كثيرة لم تكن معروفة من قبل.